نهاية النهاية - المولى محمد كاظم الخراساني - ج ١ - الصفحة ٩٦
والخارج فالقضية إن كانت حاكية عن النسبة الخارجية كزيد قائم تسمى بالخارجية وإن كانت حاكية عن النسبة الذهنية كالانسان نوع تسمى بالذهنية وإن كانت حاكية عن النسبة النفس الامرية سوأ وجدت في الخارج أو في الذهن أولا تسمى بالحقيقية مثل كل جسم مشتمل على الابعاد الثلاثة وشرح نفس الامر لا يخلو من غموض و يطلب من محله قوله فهي على ما حققناه في بعض فوائدنا موجدة:
توضيح ذلك ان اختلاف اقتضاء اللفظ بإيجاد المعنى تارة والحكاية عنه أخرى ينبأ عن اختلاف حقيقة الوضع في المقامين ويكون وضع اللفظ تارة للحكاية وللتوسيط في الدلالة وإحضار صورة المعنى في ذهن المخاطب وأخرى لإيجاد المعنى ليحسه المخاطب بالمباشرة وهذا القسم من الوضع يختص بمعان تكون قابلة للتحقق بالقصد إلى تحققها فكما يوجد التعظيم بالقصد إليه (ثم) يوضع القيام لأجل ان يقصد به ذلك ثم يوجد التعظيم بالاتيان بالقيام بقصد التعظم كذلك يوجد النداء بالقصد إليه بما عينه الوضاع لأجل ان ينادى به فلفظ (يا) مثلا عين لأجل ان ينادى به وهكذا سائر الأدوات الانشائية ولكن هذه الوجودات الموجودة بالقصد إلى انشاء عناوينها غير تلك الوجودات الحقيقية القائمة بالنفس فللتمني وجود حقيقي قائم بالنفس ووجود إنشائي حاصل عقيب قول ليت إذا قصد به حصوله فربما يجتمع الوجودان كما إذا كان الانشاء لأجل قيام تلك الصفة بالنفس و ربما يفترق أحدهما عن الاخر كما إذا كان الانشاء بسائر الدواعي أو كان التمني مثلا موجودا في النفس بلا انشاء على طبقه هذا حقيقة مرامه زيد في علو مقامه (وأنت خبير) بان شأن كل لفظ انما هو الحكاية عن معناه وهو واسطة لايصال صورة المعنى إلى ذهن المخاطب وليس من شأنه إيجاد المعنى كإيجاد التعظيم بالقيام مثلا مع أنه لا معنى آخر وراء المعاني الواقعية القائمة بالنفس كي يوجد بالقصد التي تحققه باللفظ (واما) توهم كون الطلب الانشائي وكذلك التمني والنداء الانشائيين مداليل الصيغ فهو مبنى على كون هذه الأشياء بأنفسها أمورا واقعية قبال الطلب الواقعي والتمني والنداء الواقعيين وليست كذلك وانما هي مجرد لقلقة لسان لا معنى تحتها (والتحقيق) الذي لا يرتاب فيه صاحب الفهم المستقيم هو ان مثل صيغة افعل وقول ليت ولعل تحكى عن قيام كل من التمني والترجي بالنفس حكاية كل لفظ عن معناه بلا امتياز لهذه الألفاظ عن ما عداها نعم مفادها على افرادها مفاد جملة تامة خبرية يصح السكوت عليها فمفاد ليت بنفسها هو مفاد جملة قولنا صفة التمني
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»