نهاية النهاية - المولى محمد كاظم الخراساني - ج ١ - الصفحة ١١٢
خصوصيات المعاني سيالة بل مختصة ببعض المشتقات دون بعض لا جرم تكون الخصوصية مستفادة من هيئة ذلك البعض إذ لو كانت مستفادة من المادة لزم أن تكون تلك الخصوصية سيالة وموجودة في طي تمام المشتقات وعلى ذلك فالبحث عن دلالة الصيغة على المرة أو التكرار مع الاتفاق على عدم دلالة المصدر على شئ منهما يكون كاشفا عن أن هيئة الصيغة هي المتنازع في دلالتها على أحد الامرين مع عدم دلالة مادتها على شئ منهما قوله مباينة المصدر وسائر المشتقات بحسب المعنى:
بل وبحسب اللفظ فان المصدر بهيئته الخاصة غير مأخوذ في المشتقات فلا يظن بأحد أن يقول بكون المصدر مبدأ لسائر المشتقات ولا يكون الفعل مبدأ لها فان المراد من المبدأ هي المادة اللفظية و المعنوية السيالتين في جميع المشتقات على اختلافها بحيث تشترك كل منها في هاتين المادتين فالمادة هي الكلمة الجامعة السارية بين شتات المشتقات لفظا ومعنى ومعلوم ان هذا ليس هو المصدر فإنه غير سيال بلفظه في تمام المشتقات كما هو واضح ولا بمعناه فان المصدر يزيد في المعنى على معنى اسم المصدر بأخذ النسبة إلى الفاعل في مدلوله والمعنى السيال في معاني المشتقات هو معنى اسم المصدر خاصة وهو الذي يعبر عنه بالفارسية بلفظ (كتك) في مادة ضرب فاذن النزاع المعروف في أن المصدر هو الأصل أو ان الأصل هو الفعل لا بد من أن يصرف إلى معنى اخر معقول من حمل الأصل في كلامهم على ما وضع أولا بالوضع الشخصي ثم بلحاظه وضع سائر المشتقات نوعيا كما صنعه المصنف (قده) أو حمله على معنى اخر قوله إن الذي وضع أولا بالوضع الشخصي:
المراد بالوضع الشخصي هو الوضع المتعلق باللفظ بمادته الخاصة كالضرب والقتل والاكل إلى غير ذلك كما أن المراد بالوضع النوعي هو الوضع المتعلق بالهيئة الكلية من غير تقيد بمادة خاصة كهيئة فاعل ومفعول من أية مادة كانت (ثم) ان الوضع الشخصي لمادة خاصة ولو كان ذلك في ضمن صيغة خاصة من مشتقاته مما لا بد منه في تيسر الوضع النوعي لباقي الصيغ منها وذلك أنه لولا اشتمال المادة على المعنى ولو في ضمن هيئة من الهيئات لا يعقل وضع باقي الهيئات لتطور خاص من تطورات ذلك المعنى ضرورة ان المادة اللفظية السيالة الخالية عن كل الهيئات لا يعقل تعلق الوضع بها فلا بد من أن يكون وضعها في طي هيئة من هيئاتها البتة لكن مفاد تلك الهيئة يزيد على مفاد أصل المادة أعني به ما يقع بإزاء نفس المادة
(١١٢)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»