التجارب حتى تمكن بذلك من الوصول إلى نظريات وقوانين وعلوم وفنون لم تكن موجودة من قبل في معارف من سبقوه من العلماء والباحثين.
وعندما جدد العلماء النظر في القرآن الكريم وحاولوا فهمه فهما عصريا وتفسيره في ضوء هذه العلوم الحديثة ظهر بوضوح أن آيات القرآن الكريم لها معان أوسع وأشمل مما فهم العلماء السابقون منها، وتبين بجلاء أن القرآن الكريم جاء بكثير من حقائق الكون ونواميسه وأصول العلوم الحديثة قبل أن يهتدى الانسان إلى معرفتها بمئات السنين وهذا هو الاعجاز كل الاعجاز الكامن في القرآن وأسرار آياته.
وهكذا يتجلى لنا الدين الاسلامي بقرآنه المجيد وسنة المطهرة وكأنه كنز العلوم والمعارف لأنه متصل أشد الاتصال بالعلم قديمه وحديثه، وأنه ليس بمعزل عن الحياة ومشاكلها وتطوراتها، وأنه ما جاء ليعادي العلم وأهله وإنما جاء ليقدم للبشرية منتهى العلم وأنفعه ويقودها إلى طريق الحق واليقين في كل أمر من أمور ديننا ودنيانا، وهو بذلك يؤكد ويحقق قول الله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شئ). (سورة الأنعام آية 38) وتحدثا بنعم الله علي أذكر أنني بعد أن قمت بعون من الله بتأليف كتابي (معجم الألفاظ والاعلام القرآنية) وجدتني راغبا بل مشدودا ومساقا إلى خدمة كتاب الله مرة أخرى في محاولة ترادوني أن أكتب في إعجاز القرآن العلمي على قدر بضاعتي الضئيلة في هذا المجال وقد عزمت وتوكلت مستعينا بحول الله وقوته وبما ألفه العلماء في ذلك، أملا في أن يكون في عملي هذا ما يزيد القارئ للقرآن علما بجلال حقائقه وروعة أسراره وأن يمحو الله به الغشاوة عن أعين الذين عميت أبصارهم عن أنواره، وطمعا في أن يزيل به ظلمات الشكوك والريب