خامسا: لقد انطوى الكريم على آيات بينات كثيرة فيها حقائق علمية غاية في الأصالة والموضوعية فيما يتعلق بالكون والسماوات والأرض والنجوم والكواكب التي تجرى في أفلاكها وتعاقب الليل والنهار ثم ما جاء عن خلق الانسان وتطوره جسما وعقلا وروحا ثم ما ذكره عن النبات والحيوان والحشرات كما أن القرآن تكلم عن السحب والأمطار والعواصف والجبال والأشجار والأنهار والبحار وغير ذلك من الكائنات والمخلوقات كبيرها وصغيرها وكل ذلك لم يكن الانسان قبل نزول القرآن ولا بعد نزوله بزمن طويل يعلم عن حقائقه شيئا ولا يدرى من أسبابه وأسراره أي شئ بل ظل ذلك كله سرا مطويا عن العقل البشرى إلى أن جاءت عصور النهضة العلمية التي أخذ الانسان خلالها يدرس ويبحث وينقب بحثا عن الحقائق الكونية والكشف عن أسرارها ونواميسها شيئا فشيئا حتى صارت لديه حصيلة قيمة من العلوم والمعارف والقوانين والنظريات التي عن طريقها بدأ الانسان يعرف ما جاء به القرآن منها وذلك قبل نهضته العلمية الحديثة بزمن بعيد.
سادسا: أن القرآن الكريم وقد مضى على نزوله حتى الآن نحو أربعة عشر قرنا لم يظهر في نصوصه ولا في معانيه أو مراميه أي خلل أو تناقض أو اضطراب أو قصور فيما عبر به عن الحياة الدنيا وأحوالها أو ما جاء به من حقائق ومبادئ وتشريع وأحكام ونظام وقد حاول أعداء الاسلام خلال هذه القرون وبعد أن قرأوا القران مرارا ونخلوه وغربلوه. تكرارا لكي يجدوا فيه أي ثغرة من خطأ أو نقص أو ضعف في أي شئ فما وجدوا فيه غير الحق الصراح والعقائد القويمة والهداية الشاملة في أروع ظواهرها وبواطنها ويقول الله تعالى في سورة النساء آية - 82: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.