أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٥٢
وكما في حديث النفر الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، ومنهم الرجل مع ابنة عمه لما قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام عنها وترك لها المال.
وهكذا في تصرفات العبد كما في قوله تعالى: * (ذالك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) *.
والخطاب في قوله تعالى: * (ولتنظر نفس) *، لكل نفس كما في قوله تعالى: * (ثم توفى كل نفس ما كسبت) *، وقوله: * (ووفيت كل نفس ما كسبت) *.
فالنداء أولا بالتقوى لخصوص المؤمنين، والأمر بالنظر لعموم كل نفس، لأن المنتفع بالتقوى خصوص للمؤمنين كما أوضحه الشيخ رحمة الله عليه في أول سورة البقرة، والنظر مطلوب من كل نفس فالخصوص للإشفاق، والعموم للتحذير.
ويدل للأول قوله تعالى: * (وكان بالمؤمنين رحيما) *.
ويدل للثاني قوله: * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد) *. وما في قوله تعالى: * (ما قدمت) * عامة في الخير والشر، وفي القليل والكثير.
ويدل للأول قوله تعالى: * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) *.
ويدل للثاني قوله تعالى: * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) *، والحديث (اتقوا النار ولو بشق تمرة).
وغدا تطلق على المستقبل المقابل للماضي، كما قال الشاعر: وغدا تطلق على المستقبل المقابل للماضي، كما قال الشاعر:
* واعلم علم اليوم والأمس قبله * ولكنني عن علم ما في غد عم * وعليه أكثر استعمالاتها في القرآن، كقوله تعالى عن إخوة يوسف: * (أرسله معنا غدا يرتع ويلعب) *، وقوله: * (ولا تقولن لشىء إنى فاعل ذالك غدا إلا أن يشآء الله) *.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»