تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون) *.
فكل نبي يدعو قومه إلى التقوى كما قدمنا، ثم جاء القرآن كله دعوة إلى التقوى وهداية للمتقين، كما في مطلع القرآن الكريم: * (ألم ذالك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) *، وبين نوع هذه الهداية المتضمنة لمعنى التقوى بقوله تعالى: * (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلواة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون أولائك على هدى من ربهم وأولائك هم المفلحون) *.
وقد بين الشيخ رحمة الله تعالى عليه معنى التقوى عند قوله تعالى: * (ولاكن البر من اتقى) *.
قال: لم يبين هنا من المتقي، وقد بينه تعالى في قوله: * (ولاكن البر من ءامن بالله واليوم الا خر والملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسآئلين وفي الرقاب وأقام الصلواة وءاتى الزكواة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأسآء والضراء وحين البأس أولائك الذين صدقوا وأولائك هم المتقون) *.
وقد بينت آيات عديدة آثار التقوى في العاجل والآجل.
منها في العاجل قوله تعالى: * (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) *، وقوله: * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) *، وقوله: * (واتقوا الله ويعلمكم الله) *، وقوله: * (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) *.
أما في الآجل وفي الآخرة، فإنها تصحب صاحبها ابتداء إلى أبواب الجنة كما في قوله تعالى: * (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جآءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) *، فإذا ما دخلوها آخت بينهم وجددت روابطهم فيما بينهم وآنستهم من كل خوف، كما في قوله تعالى: * (الا خلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) *، * (ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين