عليه صلى الله عليه وسلم من عظيم الخلق مثل قوله تعالى: * (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) *.
وقوله: * (لقد جآءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) *.
وقوله: * (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم) *.
وقوله: * (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن) *.
ومثل ذلك من الآيات التي فيها التوجيه أو الوصف بما هو أعظم الأخلاق، وإذا كان خلقه صلى الله عليه وسلم هو القرآن، فالقرآن يهدي للتي هي أقوم.
والمتأمل للقرآن في هديه يجد مبدأ الأخلاق في كل تشريع فيه حتى العبادات. ففي الصلاة خشوع وخضوع وسكينة ووقار، فأتوها وعليكم السكينة والوقار.
وفي الزكاة مروءة وكرم * (ياأيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والا ذى) *.
وقوله: * (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزآء ولا شكورا) *.
وفي الصيام (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة).
وفي الحج: * (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) *.
وفي الاجتماعيات: خوطب صلى الله عليه وسلم بأعلى درجات الأخلاق، حتى ولو لم يكن داخلا تحت الخطاب لأنه ليس خارجا عن نطاق الطلب * (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) *، ثم يأتي بعدها * (وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب