وبين في آيات أخرى كيفية هذا الرزق تفصيلا مما يعجز الخلق عن فعله، وذلك في قوله تعالى: * (فلينظر الإنسان إلى طعامه * أنا صببنا المآء صبا * ثم شققنا الا رض شقا * فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدآئق غلبا * وفاكهة وأبا * متاعا لكم ولانعامكم) *.
فجميع أنواع الرزق في ذلك ابتداء من إنزال الماء من السماء، ثم ينشأ عنه إشقاق الأرض عن النبات بأنواعه حبا وعنبا وزيتونا ونخلا وحدائق وفاكهة، وكلها للإنسان، وقضبا وأبا للأنعام، والأنعام أرزاق أيضا لحما ولبنا، وجميع ذلك قوامه إنزال الماء من السماء، ولا يقدر على شيء من ذلك كله إلا الله.
فإذا أمسكه الله عن الخلق لا يقوى مخلوق على إنزاله، فإذا علم المسلم أن الأرزاق بيد الخلاق، ومن بيده مقاليد السماوات والأرض لن يتجه برغبة ولا يتوجه بسؤال إلا إلى الله تعالى، موقنا حق اليقين أنه هو سبحانه هو الرزاق ذو القوة المتين.
وكما قال تعالى: * (وفى السمآء رزقكم وما توعدون * فورب السمآء والا رض إنه لحق مثل مآ أنكم تنطقون) *.
وقد جاء عن عائشة رضي الله عنها قولها: (والله لا يكمل إيمان العبد حتى يكون يقينه بما عند الله أعظم مما بيده). قوله تعالى: * (قل أرءيتم إن أصبح مآؤكم غورا فمن يأتيكم بمآء معين) *. تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيانه عند قوله تعالى: * (وأنزلنا من السمآء مآء بقدر فأسكناه فى الا رض وإنا على ذهاب به لقادرون) * في سورة المؤمنون.