الآخر، إلى آخر ما جاء في الآية الكريمة، ينتج حسن الخلق هو الإيمان بالله واليوم الآخر وما عطف عليه.
وقد اشتملت هذه الآية الكريمة على الدين كله بأقسامه الثلاثة:
الإسلام من صلاة وزكاة. إلخ.
والإيمان بالله وملائكته. إلخ.
ومن إحسان في وفاء وصدق وصبر وتقوى الله تعالى، إذ هي مراقبة الله سرا وعلنا، وقد ظهرت نتيجة عظم هذه الأخلاق في الرحمة العامة الشاملة في قوله تعالى: * (ومآ أرسلناك إلا رحمة للعالمين) *.
وكذلك للأمة يوم القيامة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا).
وهي قضية منطقية أخرى (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، * (ومآ أرسلناك إلا رحمة للعالمين) *.
فمكارم الأخلاق رحمة للعالمين في الدنيا، ومنزلة عليا للمؤمنين في الآخرة.
تنبيه آخر اتفق علماء الاجتماع أن أسس الأخلاق أربعة:
هي: الحكمة، والعفة، والشجاعة، والعدالة، ويقابلها رذائل أربعة:
هي الجهل، والشره، والجبن، والجور، ويتفرع عن كل فضيلة فروعها:
الحكمة: الذكاء وسهولة الفهم، وسعة العلم، وعن العفة، القناعة والورع والحياء والسخاء والدعة والصبر والحرية، وعن الشجاعة النجدة وعظم الهمة، وعن السماحة الكرم والإيثار والمواساة والمسامحة.