أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٢٤٧
وقوله تعالى: * (وإن لك لاجرا غير ممنون) *، المن: القطع. أي إن أجره صلى الله عليه وسلم عند الله غير منقطع.
قال الشاعر: قال الشاعر:
* لمقفر قهر تنازع شلوه * عبس كواسب لا يمن طعامها * وقد بين تعالى دوام أجره دون انقطاع في قوله تعالى: * (إن الله وملائكته يصلون على النبى ياأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) *.
وصلوات الله تعالى عليه وصلوات الملائكة والمؤمنين لا تنقطع ليلا ولا نهارا وهي من الله تعالى رحمة، ومن الملائكة والمؤمنين دعاء.
وفي سورتي: الضحى وألم تشرح، بكاملها * (ما ودعك ربك وما قلى * وللا خرة خير لك من الا ولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى) *.
وقوله: * (ورفعنا لك ذكرك) *.
ومعلوم من السنة أن من دل على خير فله مثل من عمل به، فما من مسلم تكتب له حسنة في صحيفته إلا وللرسول صلى الله عليه وسلم مثلها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث). ومنها: (أو علم ينتفع به). وأي علم أعم نفعا مما جاء به صلى الله عليه وسلم وتركه في الأمة حتى قال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي) إلى غير ذلك من النصوص الدالة على دوام أجره.
أما جزاؤه عند الله فلا يقدر قدره إلا الله تعالى.
وقوله تعالى: * (وإنك لعلى خلق عظيم) * تقدم أن هذه بمثابة الرد على ادعاء المشركين أولا عليه صلى الله عليه وسلم ورميه بالجنون. لأن أخلاق المجانين مذمومة بل لا أخلاق لهم، وهنا أقصى مراتب العلو في الخلق.
وقد أكد هذا السياق بعوامل المؤكدات باندراجه في جواب القسم الأول في أول السورة، وبإن اللام في لعلى، وجاء بعلى الدالة على الاستعلاء والتمكن بدل من ذو
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»