أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٢٤٣
من السمآء والا رض لا إلاه إلا هو فأنى تؤفكون) *.
وذلك لأن الذي يقدر على الخلق هو الذي يملك القدرة على الرزق، كما قال تعالى: * (قل من يرزقكم من السمآء والا رض أمن يملك السمع والا بصار ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ومن يدبر الا مر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) *.
وكقوله: * (الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم) *.
وهذا من كمال القدرة على الإحياء والإماتة والرزق، وقد بين تعالى أن ذلك لمن بيده مقاليد الأمور سبحانه، وتدبير شؤون الخلق كما في قوله تعالى: * (له مقليد السماوات والا رض) * ثم قال: * (يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر إنه بكل شىء عليم) *، أي يبسط ويقدر، يعلم لا عن نقص ولا حاجة، ولكن يعلم بمصالح عباده، * (الله لطيف بعباده يرزق من يشآء وهو القوى العزيز) * أي يعاملهم بلطفه وهو قوي على أن يرزق الجميع رزقا واسعا، وهو العزيز في ملكه، فهو يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، كما قال تعالى: * (الله يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر) * أي بمقتضى اللطف والعلم * (وما من دآبة في الا رض إلا على الله رزقها) *.
ومن هذا كله يرد على أولئك الذين يطلبون عند غيره الرزق، كما في قوله: * (ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والا رض شيئا ولا يستطيعون) *.
وقد جمع الأمرين توبيخهم وتوجيههم في قوله تعالى: * (إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون) *.
وقد بين تعالى قضية الخلق والرزق والعبادة كلها في قوله تعالى: * (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * مآ أريد منهم من رزق ومآ أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) *.
وقد بين تعالى في الآيات المتقدمة أنه يرزق العباد من السماوات والأرض جملة.
(٢٤٣)
مفاتيح البحث: الرزق (6)، العزّة (2)، الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»