فالعتو هو الطغيان في الفعل، والصاعقة هي الصيحة الشديدة، وقد ربط بينهما بالفاء. قوله تعالى: * (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما) *. تقدم للشيخ رحمة تعالى علينا وعليه، بيان ذلك عند قوله تعالى * (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا فى أيام نحسات) * المتقدم في فصلت، وفي هذا التفصيل لكيفية إهلاك عاد وثمود بيان لما أجمل في سورة الفجر، في قوله تعالى: * (فصب عليهم ربك سوط عذاب) *. قوله تعالى: * (وجآء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة) *. المؤتفكات: المنقلبات، وهي قرى قوم لوط.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه تفصيل ذلك عند قوله تعالى في هود * (فلما جآء أمرنا جعلنا عاليها سافلها) *.
وفي النجم عند قوله تعالى: * (والمؤتفكة أهوى) *.
تنبيه نص تعالى هنا أن فرعون ومن قبله، والمؤتفكات جاءوا بالخاطئة وهي: * (فعصوا رسول ربهم) *، وكذلك عاد وثمود كذبوا بالقارعة. فالجميع اشترك في الخاطئة، وهي عصيان الرسول * (فعصى فرعون الرسول) *، ولكنه قد أخذهم أخذة رابية.
ونوع في أخذهم ذلك: فأغرق فرعون وقوم نوح، وأخذ ثمود بالصيحة، وعادا بريح، وقوم لوط بقلب قراهم، كما أخذ جيش أبرهة بطير أبابيل، فهل في ذلك مناسبة بين كل أمة وعقوبتها، أم أنه للتنويع في العقوبة لبيان قدرته تعالى وتنكيله بالعصاة لرسل الله.
الواقع أن أي نوع من العقوبة فيه آية على القدرة، وفيه تنكيل بمن وقع بهم، ولكن تخصيص كل أمة بما وقع عليها يثير تساؤلا، ولعل مما يشير إليه القرآن إشارة خفيفة هو