تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الكلام عليه عند قوله تعالى: * (المال والبنون زينة الحيواة الدنيا) *، وقد بين سبب لهو المال والولد عن ذكر الله، بأن العبد يفتن في ذلك في قوله تعالى الآتي في سورة التغابن * (إنمآ أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم) *.
أي لمن سخر المال في طاعة الله، وبالتأمل في آخر هذه السورة، وآخر التي قبلها نجد اتحادا في الموضوع والتوجيه.
فهناك قوله تعالى: * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قآئما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) *.
وجاء عقبه مباشرة سورة: إذا جاءك المنافقون، ولعله مما يشعر أن الذين بادروا بالخروج للعير هم المنافقون، وتبعهم الآخرون لحاجتهم لما تحمل العير، وهنا بعد ما ركن المنافقون للمال جاء * (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا) * فكانت أموالهم فتنة لهم في مقالتهم تلك، فحذر الله المؤمنين بقوله: * (لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله) * سواء كان المراد بالأموال خصوص ذكر الخطبة والعير المتقدم ذكرهما، أو عموم العبادات والمكتسبات. قوله تعالى: * (وأنفقوا من ما رزقناكم) *. فيه الإنفاق من بعض ما رزقهم، وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، مبحث الاقتصاد في الإنفاق عند قوله في أول سورة البقرة * (ومما رزقناهم ينفقون) *. قوله تعالى: * (ولن يؤخر الله نفسا إذا جآء أجلهآ) *. وكذلك لا يقدمها عليه، كما في قوله تعالى: * (لكل أمة أجل إذا جآء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) *.
وبين تعالى عدم تأخرهم مع أنهم وعدوا بأنهم يصدقون ويكونون من الصالحين، مشيرا للسبب في قوله تعالى: * (والله خبير بما تعملون) * أي لو أخركم، لأن شيمتكم الكذب وخلف الوعد، وأن هذا دأب أمثالهم كما بينه تعالى في قوله: * (وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنآ أخرنآ إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع