أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ١٩١
قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه: أي بسبب اتخاذهم أيمانهم جنة وخفاء كفرهم الباطن، تمكنوا من صد بعض الناس عن سبيل الله، لأن المسلمين يظنونهم إخوانا وهم أعداء. وشر الأعداء من تظن أنه صديق ولذا حذر الله نبيه منهم بقوله: * (هم العدو فاحذرهم) * وصدهم الناس عن سبيل الله كتعويقهم عن الجهاد. كما بينه بقوله: * (قد يعلم الله المعوقين منكم والقآئلين لإخوانهم هلم إلينا) *.
وبقوله: * (وقالوا لا تنفروا فى الحر) *.
وقوله: * (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا) *. قوله تعالى: * (إنهم سآء ما كانوا يعملون) *. قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه: ساء فعل جامد لإنشاء الذم بمعنى بئس ا ه.
وقد بين تعالى تلك الإساءة من المنافقين في عدة جهات منها قوله تعالى: * (يخادعون الله والذين ءامنوا) *.
وقوله: * (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم) *.
وكان خداعهم بالقول وبالفعل، وخداعهم بالقول في قوله عنهم: * (يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم) *.
وخداعهم في الفعل في قوله عنهم: * (وإذا قاموا إلى الصلواة قاموا كسالى يرآءون الناس) *.
وفي الجهاد قولهم: * (إن بيوتنا عورة وما هى بعورة إن يريدون إلا فرارا) *. قوله تعالى: * (ذلك بأنهم ءامنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم) *. في هذه الآية نص على أن الطبع على قلوبهم نتيجة لكفرهم بعد إيمانهم، ومثله قوله تعالى: * (بل طبع الله عليها بكفرهم) *.
وكقوله: * (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) *.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»