وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون) *.
ولما ظن الكفار أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا، لا لحكمة تكليف وحساب وجزاء، هددهم بالويل من النار، بسبب ذلك الظن السئ، في قوله تعالى: * (وما خلقنا السمآء والا رض وما بينهما باطلا ذالك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار) *.
وقد نزه تعالى نفسه عن كونه خلق الخلق عبثا، لا لتكليف وحساب وجزاء، وأنكر ذلك على من ظنه، في قوله تعالى * (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إلاه إلا هو رب العرش الكريم) *.
فقوله (فتعالى الله) أي تنزه وتعاظم، وتقدس، عن أن يكون خلقهم لا لحكمة تكليف وبعث، وحساب وجزاء.
وهذا الذي نزه تعالى عنه نفسه، نزهه عنه أولو الألباب، كما قال تعالى: * (إن فى خلق السماوات والا رض واختلاف اليل والنهار لايات لا ولى الا لباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) * إلى قوله: * (ربنآ ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) *، فقوله عنهم * (سبحانك) * أي تنزيها لك، عن أن تكون خلقت هذا الخلق، باطلا لا لحكمة تكليف، وبعث وحساب وجزاء.
وقوله جل وعلا في آية الأحقاف هذه: * (ما خلقنا السماوات والا رض وما بينهمآ إلا بالحق) *، يفهم منه أنه لم يخلق ذلك باطلا، ولا لعبا ولا عبثا.
وهذا المفهوم جاء موضحا في آيات من كتاب الله كقوله تعالى * (وما خلقنا السمآء والا رض وما بينهما باطلا) *، وقوله تعالى: * (ربنآ ما خلقت هذا باطلا) *، وقوله تعالى: * (وما خلقنا السماوات والا رض وما بينهما لاعبين ما خلقناهمآ إلا بالحق) *.
وقوله تعالى في آية الأحقاف هذه * (وأجل مسمى) * معطوف على قوله: * (بالحق) * أي ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا خلقا متلبسا بالحق، وبتقدير