أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٢٠٧
((سورة الأحقاف)) * (حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * ما خلقنا السماوات والا رض وما بينهمآ إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عمآ أنذروا معرضون * قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الا رض أم لهم شرك فى السماوات ائتونى بكتاب من قبل هاذآ أو أثارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعآئهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعدآء وكانوا بعبادتهم كافرين * وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جآءهم هاذا سحر مبين * أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لى من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم * قل ما كنت بدعا من الرسل ومآ أدرى ما يفعل بى ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلى ومآ أنا إلا نذير مبين) * قوله تعالى: * (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) *. قد قدمنا الكلام على الحروف المقطعة. في أول سورة هود، وقدمنا الكلام على قوله تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم في أول سورة الزمر. قوله تعالى: * (ما خلقنا السماوات والا رض وما بينهمآ إلا بالحق وأجل مسمى) *. صيغة الجمع في قوله: خلقنا للتعظيم.
وقوله: إلا بالحق أي خلقا متلبسا بالحق.
والحق ضد الباطل، ومعنى كون خلقه للسماوات والأرض متلبسا بالحق أنه خلقهما لحكم باهرة، ولم يخلقهما باطلا، ولا عبثا، ولا لعبا، فمن الحق الذي كان خلقهما متلبسا به، إقامة البرهان، على أنه هو الواحد المعبود وحده جل وعلا، كما أوضح ذلك في آيات كثيرة لا تكاد تحصيها في المصحف الكريم كقوله تعالى في البقرة * (وإلاهكم إلاه واحد لا إلاه إلا هو الرحمان الرحيم) * ثم أقام البرهان على أنه هو الإله الواحد بقوله بعده: * (إن في خلق السماوات والا رض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس ومآ أنزل الله من السمآء من مآء فأحيا به الا رض بعد موتها وبث فيها من كل دآبة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السمآء والأرض لآيات لقوم يعقلون) *.
فتلبس خلقه للسماوات والأرض بالحق واضح جدا، من قوله تعالى: * (إن في خلق السماوات والا رض) * إلى قوله * (لآيات لقوم يعقلون) * بعد قوله * (وإلاهكم إلاه واحد لا إلاه إلا هو) *، لأن إقامة البرهان القاطع على صحة معنى لا إله إلا الله هو أعظم الحق.
وكقوله تعالى * (ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»