أجل مسعى، أي وقت معين محدد ينتهي إليه أمد السماوات والأرض، وهو يوم القيامة كما صرح الله بذلك في أخريات الحجر في قوله تعالى * (وما خلقنا السماوات والا رض وما بينهمآ إلا بالحق وإن الساعة لآتية) *.
فقوله في الحجر: * (وإن الساعة لآتية) * بعد قوله * (إلا بالحق) * يوضح معنى قوله في الأحقاف * (إلا بالحق وأجل مسمى) *.
وقد بين تعالى في آيات من كتابه أن للسماوات والأرض أمدا ينتهي إليه أمرهما. كما قال تعالى: * (والا رض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) *. وقال تعالى: * (يوم نطوى السمآء كطى السجل للكتب) *. وقوله تعالى: * (يوم تبدل الا رض غير الا رض والسماوات) * وقوله: * (وإذا السمآء كشطت) * وقوله تعالى * (يوم ترجف الا رض والجبال) *. إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (والذين كفروا عمآ أنذروا معرضون) *. ما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أن الكفار معرضون عما أنذرتهم به الرسل جاء موضحا في آيات كثيرة كقوله تعالى في البقرة: * (إن الذين كفروا سوآء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) * وقوله في يس * (وسوآء عليهم أءنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) *. وقوله تعالى: * (وما تأتيهم من ءاية من ءايات ربهم إلا كانوا عنها معرضين) *. والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.
والإعراض عن الشيء الصدود عنه. وعدم الإقبال إليه.
قال بعض العلماء: وأصله من العرض بالضم. وهو الجانب. لأن المعرض عن الشئ يوليه بجانب عنقه. صادا عنه.
والإنذار: الإعلام المقترن بتهديد. فكل إنذار إعلام وليس كل إعلام إنذارا.
وقد أوضحنا معاني الإنذار في أول سورة الأعراف.
* (وما) * في قوله * (عمآ أنذروا) * قال بعض العلماء هي موصولة. والعائد محذوف، أي الذين كفروا معرضون عن الذي أنذروه. أي خوفوه من عذاب يوم