قد قدمنا الكلام عليه في سورة فصلت في الكلام على قوله تعالى: * (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة) *. قوله تعالى: * (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) *. قرأ هذا الحرف، نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو * (حسنا) * بضم الحاء وسكون السين، وكذلك هو في مصاحفهم.
وقرأه عاصم وحمزة والكسائي: إحسانا بهمزة مكسورة وإسكان الحاء وألف بعد السين.
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذه الآية في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى: * (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) * وقال أبو حيان في البحر:
قيل ضمن * (ووصينا) * معنى ألزمنا فيتعدى لاثنين فانتصب حسنا وإحسانا على المفعول الثاني لوصينا.
وقيل: التقدير إيصاء ذا حسن أو ذا إحسان ويجوز أن يكون حسنا بمعنى إحسان فيكون مفعولا له، أي ووصيناه بها لإحساننا إليهما فيكون الإحسان من الله تعالى.
وقيل: النصب على المصدر على تضمين معنى أحسنا بالوصية للإنسان بوالديه إحسانا ا ه منه، وكلها له وجه. قوله تعالى: * (حملته أمه كرها ووضعته كرها) *. قرأ هذا الحرف نافع وابن كثير وأبو عمرو وهشام عن ابن عامر: * (كرها) * بفتح الكاف في الموضعين.
وقرأه عاصم وحمزة والكسائي، وابن ذكوان، عن ابن عامر: * (كرها) * بضم الكاف في الموضعين.
وهما لغتان كالضعف والضعف.
ومعنى حملته * (كرها) * أنها في حال حملها به تلاقي مشقة شديدة.