أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٨١
الآية جمع أصم، والعميان جمع أعمى، والعلم عند الله تعالى. * (أولائك يجزون الغرفة بما صبروا) *. الظاهر أن المراد بالغرفة في هذه الآية الكريمة جنسها الصادق بغرف كثيرة؛ كما يدل عليه قوله تعالى: * (وهم فى الغرفات ءامنون) *، وقوله تعالى: * (لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجرى من تحتها الانهار) *.
وقد أوضحناه هذا في أول سورة (الحج)، وفي غيرها. * (ويلقون فيها تحية وسلاما) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (يونس)، في الكلام على قوله تعالى: * (وتحيتهم فيها سلام) *. * (خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (الكهف)، في الكلام على قوله تعالى: * (نعم الثواب وحسنت مرتفقا) *. * (قل ما يعبؤا بكم ربى لولا دعآؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما) *. العرب الذين نزل القرءان بلغتهم، يقولون: ما عبأت بفلان، أي: ما باليت به، ولا اكترثت به، أي: ما كان له عندي وزن، ولا قدر يستوجب الإكتراث والمبالاة به، وأصله من العبء وهو الثقل، ومنه قول أبي زيد يصف أسدا: قل ما يعبؤا بكم ربى لولا دعآؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما) *. العرب الذين نزل القرءان بلغتهم، يقولون: ما عبأت بفلان، أي: ما باليت به، ولا اكترثت به، أي: ما كان له عندي وزن، ولا قدر يستوجب الإكتراث والمبالاة به، وأصله من العبء وهو الثقل، ومنه قول أبي زيد يصف أسدا:
* كان بنحره وبمنكبيه * عبيرا بات يعبؤه عروس * وقوله: يعبؤه، أي: يجعل بعضه فوق بعض لمبالاته به واكتراثه به.
وإذا علمت ذلك، فاعلم أن كلام أهل التفسير في هذه الآية الكريمة يدور على أربعة أقوال.
واعلم أولا أن العلماء اختلفوا في المصدر في قوله: * (لولا دعاؤكم) *، هل هو مضاف إلى فاعله، أو إلى مفعوله، وعلى أنه مضاف إلى فاعله فالمخاطبون بالآية داعون،
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»