وقوله تعالى: * (وجعلنا اليل والنهار ءايتين فمحونا ءاية اليل وجعلنا ءاية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب) *.
وقد أوضحنا هذا في الكلام على هذه الآية.
وكقوله تعالى: * (واليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى) *، وقوله تعالى: * (والنهار إذا جلاها * واليل إذا يغشاها) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وفي الآيات المذكورة بيان أن الليل والنهار آيتان من آياته، ونعمتان من نعمه جل وعلا.
* (وهو الذى أرسل الرياح بشرى بين يدى رحمته وأنزلنا من السمآء مآء طهورا * لنحيى به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنآ أنعاما وأناسى كثيرا * ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا * ولو شئنا لبعثنا فى كل قرية نذيرا * فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا * وهو الذى مرج البحرين هاذا عذب فرات وهاذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا) * * (وهو الذى أرسل الرياح بشرى بين يدى رحمته) *. قد قدمنا الآية الموضحة له في سورة (الأعراف)، في الكلام على قوله تعالى: * (وهو الذى يرسل الرياح * بشرا بين يدى رحمته) *، على قراءة من قرأ * (بشرا) * بالباء.
وآية (الأعراف)، وآية (الفرقان) المذكورتان تدلان على أن المطر رحمة من الله لخلقه.
وقد بين ذلك في مواضع أخر؛ كقوله تعالى: * (فانظر إلىءاثار رحمة الله كيف يحى الارض بعد موتها) *، وقوله تعالى: * (وهو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته) *. * (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا) *. التحقيق: أن الضمير في قوله: * (ولقد صرفناه) *، راجع إلى ماء المطر المذكور في قوله تعالى: * (وأنزلنا من السماء ماء طهورا) *، كما روي عن ابن عباس، وابن مسعود، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة وغير واحد، خلافا لمن قال: إن الضمير المذكور