((سورة السجدة)) * (ألم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما مآ أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون * الله الذى خلق السماوات والا رض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون * يدبر الا مر من السمآء إلى الا رض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون * ذالك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم * الذى أحسن كل شىء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من مآء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والا بصار والا فئدة قليلا ما تشكرون * وقالوا أءذا ضللنا فى الا رض أءنا لفى خلق جديد بل هم بلقآء ربهم كافرون) * قوله تعالى: * (أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما مآ أتاهم من نذير من قبلك) *. قد قدمنا إيضاحه في سورة (بني إسرائيل)، في الكلام على قوله تعالى: * (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) *. * (يدبر الا مر من السمآء إلى الا رض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، وأنه يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة.
وأشار تعالى إلى هذا المعنى في قوله: * (الله الذى خلق سبع * سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن) *، وقد بين في سورة (الحج)، أن اليوم عنده تعالى كألف سنة مما يعده الناس، وذلك في قوله تعالى: * (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) *، وقد قال تعالى في سورة (سأل سائل): * (تعرج الملئكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) *.
وقد ذكرنا في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب)، الجمع بين هذه الآيات من وجهين:
الأول: هو ما أخرجه ابن أبي حاتم، من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس من أن يوم الألف في سورة (الحج)، هو أحد الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض، ويوم الألف في سورة (السجدة)، هو مقدار سير الأمر وعروجه إليه تعالى، ويوم الخمسين ألفا هو يوم القيامة.