أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ١٨٨
((سورة الأحزاب)) * (يأيها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما * واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا * وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا * ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه وما جعل أزواجكم اللائى تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعيآءكم أبنآءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدى السبيل * ادعوهم لابآئهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا ءاباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيمآ أخطأتم به ولاكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما * النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الا رحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليآئكم معروفا كان ذلك فى الكتاب مسطورا) * قوله تعالى: * (يأيها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين) *. قد قدمنا الآيات الموضحة لمثله في سورة (بني إسرائيل)، في الكلام على قوله تعالى: * (لا تجعل مع الله إلاها ءاخر) *، وما دلت عليه آية (الأحزاب) هذه، من أن الخطاب الخاص لفظه بالنبي صلى الله عليه وسلم يشمل حكمه جميع الأمة، قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (المائدة)، في الكلام على قوله تعالى: * (من أجل ذالك كتبنا على بنى إسراءيل أنه من قتل نفسا بغير نفس) *. * (وما جعل أزواجكم اللائى تظاهرون منهن أمهاتكم) *. في هذه الحرف أربع قراءات سبعية: قرأه عاصم وحده: * (تظاهرون) * بضم التاء وتخفيف الظاء بعدها ألف فهاء مكسورة مخففة، وقرأه حمزة والكسائي: * (تظاهرون) * بفتح التاء بعدها ظاء مفتوحة مخففة، فألف فهاء مفتوحة مخففة، وقرأه ابن عامر وحده كقراءة حمزة والكسائي، إلا أن ابن عامر يشدد الظاء، وهما يخففانها. وقرأه نافع، وابن كثير وأبو عمرو: * (تظهرون) * بفتح التاء بعدها ظاء فهاء مفتوحتان مشددتان بدون ألف، فقوله تعالى: * (تظاهرون) *، على قراءة عاصم مضارع ظاهر بوزن فاعل، وعلى قراءة حمزة والكسائي، فهو مضارع تظاهر بوزن تفاعل حذفت فيه إحدى التاءين على حد قوله في (الخلاصة): وما جعل أزواجكم اللائى تظاهرون منهن أمهاتكم) *. في هذه الحرف أربع قراءات سبعية: قرأه عاصم وحده: * (تظاهرون) * بضم التاء وتخفيف الظاء بعدها ألف فهاء مكسورة مخففة، وقرأه حمزة والكسائي: * (تظاهرون) * بفتح التاء بعدها ظاء مفتوحة مخففة، فألف فهاء مفتوحة مخففة، وقرأه ابن عامر وحده كقراءة حمزة والكسائي، إلا أن ابن عامر يشدد الظاء، وهما يخففانها. وقرأه نافع، وابن كثير وأبو عمرو: * (تظهرون) * بفتح التاء بعدها ظاء فهاء مفتوحتان مشددتان بدون ألف، فقوله تعالى: * (تظاهرون) *، على قراءة عاصم مضارع ظاهر بوزن فاعل، وعلى قراءة حمزة والكسائي، فهو مضارع تظاهر بوزن تفاعل حذفت فيه إحدى التاءين على حد قوله في (الخلاصة):
* وما بتاءين ابتدى قد يقتصر * فيه على تا كتبين العبر * فالأصل على قراءة الأخوين تتظاهرون، فحذفت إحدى التاءين. وعلى قراءة ابن عامر، فهو مضارع تظاهر أيضا، كقراءة حمزة والكسائي، إلا أن إحدى التاءين أدغمت في الظاء ولم تحذف، وماضيه أظاهر ك * (ادرك) *، و * (اثاقلتم) *، و * (ادارءتم) *، بمعنى تدارك، الخ.
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»