أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ١٨٠
* (خلق السماوات بغير عمد ترونها) *. قد قدمنا إيضاحه بالآيات القرءانية في أول سورة (الرعد)، في الكلام على قوله تعالى: * (الله الذى رفع * السماوات بغير عمد ترونها) *.
* (هاذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون فى ضلال مبين * ولقد ءاتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غنى حميد * وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابنى لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم * ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلى ثم إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون * يابنى إنهآ إن تك مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة أو فى السماوات أو فى الا رض يأت بها الله إن الله لطيف خبير * يابنى أقم الصلواة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على مآ أصابك إن ذلك من عزم الا مور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الا رض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور * واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الا صوات لصوت الحمير * ألم تروا أن الله سخر لكم ما فى السماوات وما فى الا رض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير * وإذا قيل لهم اتبعوا مآ أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءابآءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير * ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الا مور * ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور * نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ * ولئن سألتهم من خلق السماوات والا رض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * لله ما فى السماوات والا رض إن الله هو الغنى الحميد * ولو أنما فى الا رض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم * ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير * ألم تر أن الله يولج اليل فى النهار ويولج النهار فى اليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير * ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلى الكبير * ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمت الله ليريكم من ءاياته إن فى ذلك لايات لكل صبار شكور * وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بأاياتنآ إلا كل ختار كفور * ياأيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحيواة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور * إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الا رحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير) * * (هاذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (الرعد)، في الكلام على قوله تعالى: * (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم) *، وفي أول سورة (الفرقان). * (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابنى لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) *. دلت هذه الآية الكريمة على أن الشرك ظلم عظيم.
وقد بين تعالى ذلك في آيات أخر؛ كقوله تعالى: * (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين) *، وقوله تعالى: * (والكافرون هم الظالمون) *، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر الظلم في قوله تعالى: * (الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) *، بأنه الشرك، وبين ذلك بقوله هنا: * (إن الشرك لظلم عظيم) *، وقد أوضحنا هذا سابقا. * (ولا تصعر خدك للناس) *. معناه: لا تتكبر على الناس، ففي الآية نهي عن التكبر على الناس، والصعر: الميل، والمتكبر يميل وجهه عن الناس، متكبرا عليهم، معرضا عنهم، والصعر: الميل، وأصله: داء يصيب البعير يلوي منه عنقه، ويطلق على المتكبر يلوي عنقه ويميل خده عن الناس تكبرا عليهم، ومنه قول عمرو بن حني التغلبي: ولا تصعر خدك للناس) *. معناه: لا تتكبر على الناس، ففي الآية نهي عن التكبر على الناس، والصعر: الميل، والمتكبر يميل وجهه عن الناس، متكبرا عليهم، معرضا عنهم، والصعر: الميل، وأصله: داء يصيب البعير يلوي منه عنقه، ويطلق على المتكبر يلوي عنقه ويميل خده عن الناس تكبرا عليهم، ومنه قول عمرو بن حني التغلبي:
* وكنا إذا الجبار صعر خده * أقمنا له من ميله فتقوما * وقول أبي طالب: وقول أبي طالب:
* وكنا قديما لا نقر ظلامة * إذا ما ثنوا صعر الرءوس نقيمها *
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»