الموضع. وقد بين تعالى أنهم اتبعوهم في أول النهار عند إشراق الشمس، فمن الآيات الدالة على اتباعه لهم قوله تعالى في (الشعراء): * (وأوحينآ إلى موسى أن أسر بعبادى إنكم متبعون) * يعني سيتبعكم فرعون وجنوده. ثم بين كيفية اتباعه لهم فقال * (فأرسل فرعون فى المدآئن حاشرين إن هاؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغآئظون وإنا لجميع حاذرون فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بنى إسراءيل فأتبعوهم مشرقين فلما ترآءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معى ربى سيهدين) *.
وقوله في هذه الآية: * (إسراءيل فأتبعوهم مشرقين) * أي أول النهار عند إشراق الشمس. ومن الآيات الدالة على ذلك أيضا قوله تعالى في (يونس): * (وجاوزنا ببنى إسراءيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا) *، وقوله في (الدخان): * (فأسر بعبادى ليلا إنكم متبعون) * إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اتباعه لهم. وأما غرقه هو وجميع قومه المشار إليه بقوله هنا: * (فغشيهم من اليم ما غشيهم) * فقد أوضحه تعالى في مواضع متعددة من كتابه العزيز. كقوله في (الشعراء): * (فأوحينآ إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الا خرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الا خرين إن فى ذلك لأية وما كان أكثرهم مؤمنين) *، وقوله في (الأعراف): * (فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم) *، وقوله في (الزخرف): * (فلمآ ءاسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين) *، وقوله في (البقرة): * (وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا ءال فرعون وأنتم تنظرون) *، وقوله في (يونس): * (حتى إذآ أدركه الغرق قال ءامنت أنه لا إلاه إلا الذىءامنت به بنوا إسراءيل وأنا من المسلمين) *، وقوله في (الدخان): * (واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون) * إلى غير ذلك من الآيات. والتعبير بالاسم المبهم الذي هو الموصول في قوله * (فغشيهم من اليم ما غشيهم) * يدل على تعظيم الأمر وتفخيم شأنه، ونظيره في القرآن قوله: * (إذ يغشى السدرة ما يغشى) *، وقوله: * (والمؤتفكة أهوى) * * (فغشاها ما غشى) *، وقوله: * (فأوحى إلى عبده مآ أوحى) *. واليم: البحر. والمعنى: فأصابهم من البحر ما أصابهم وهو الغرق والهلاك المستأصل.