أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٤ - الصفحة ٧٤
وقوله هنا: * (وواعدناكم جانب الطور الا يمن) * الأظهر أن ذلك الوعد هو المذكور في قوله: * (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر) *، وقوله: * (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة) *، وقوله: * (ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا) * وهو الرعد بإنزال التوراة. وقيل فيه غير ذلك.
وقوله هنا: * (ونزلنا عليكم المن والسلوى) * قد أوضح امتنانه عليهم بذلك في غير هذا الموضع. كقوله في (البقرة): * (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى) * وقوله في (الأعراف) * (فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى) * وأكثر العلماء على أن المن: الترنجبين، وهو شيء ينزل من السماء كنزول الندى ثم يتجمد، وهو يشبه العسل الأبيض. والسلوى: طائر يشبه السمانى. وقيل هو السمانى. وهذا قول الجمهور في المن والسلوى. وقيل: السلوى العسل. وأنكر بعضهم إطلاق السلوى على العسل. والتحقيق: أن (السلوى) يطلق على العسل لغة. ومنه قول خالد بن زهير الهذلي: فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى) * وأكثر العلماء على أن المن: الترنجبين، وهو شيء ينزل من السماء كنزول الندى ثم يتجمد، وهو يشبه العسل الأبيض. والسلوى: طائر يشبه السمانى. وقيل هو السمانى. وهذا قول الجمهور في المن والسلوى. وقيل: السلوى العسل. وأنكر بعضهم إطلاق السلوى على العسل. والتحقيق: أن (السلوى) يطلق على العسل لغة. ومنه قول خالد بن زهير الهذلي:
* وقاسمها بالله جهدا لأنتم ألذ * من السلوى إذا ما نشورها * يعني ألذ من العسل إذا ما نستخرجها. لأن النشور: استخراج العسل. قال مؤرج بن عمر السدوسي: إطلاق السلوى على العسل لغة كنانة. سمي به لأنه يسلي. قاله القرطبي. إلا أن أكثر العلماء على أن ذلك ليس هو المراد في الآية. واختلفوا في السلوى. هل هو جمع أو مفرد؟ فقال بعضهم: هو جمع، واحده سلواة، وأنشد الخليل لذلك قول الشاعر: يعني ألذ من العسل إذا ما نستخرجها. لأن النشور: استخراج العسل. قال مؤرج بن عمر السدوسي: إطلاق السلوى على العسل لغة كنانة. سمي به لأنه يسلي. قاله القرطبي. إلا أن أكثر العلماء على أن ذلك ليس هو المراد في الآية. واختلفوا في السلوى. هل هو جمع أو مفرد؟ فقال بعضهم: هو جمع، واحده سلواة، وأنشد الخليل لذلك قول الشاعر:
* وإني لتعروني لذكراك هزة * كما انتفض السلواة من بلل القطر * ويروى هذا البيت: * كما انتفض العصفور بلله القطر وعليه فلا شاهد في البيت. وقال الكسائي: السلوى مفرد وجمعه سلاوى. وقال الأخفش: هو جمع لا واحد له من لفظه. مثل الخير والشر، وهو يشبه أن يكون واحده سلوى مثل جماعته. كما قالوا: دفلى وسماني وشكاعى في الواحد والجمع. والدفلى كذكرى: شجر أخضر مر حسن المنظر، يكون في الأودية. والشكاعى كحبارى وقد تفتح: نوع من دقيق النبات صغيرا أخضر، دقيق العيدان يتداوى به. والسمانى: طائر معروف.
(٧٤)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»