أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٦٧
بلى ولاكن حقت كلمة العذاب على الكافرين) *، وقوله في هذه الآية: * (وسيق الذين كفروا) * عام لجميع الكفار.
وقد تقرر في الأصول: أن الموصولات كالذي والتي وفروعهما من صيغ العموم. لعمومها في كل ما تشمله صلاتها، وعقده في مراقي السعود بقوله في صيغ العموم: وقد تقرر في الأصول: أن الموصولات كالذي والتي وفروعهما من صيغ العموم. لعمومها في كل ما تشمله صلاتها، وعقده في مراقي السعود بقوله في صيغ العموم:
* صيغة كل أو الجميع * وقد تلا الذي التي الفروع * ومراده بالبيت: أن لفظة (كل، وجميع، والذي، والتي) وفروعهما كل ذلك من صيغ العموم. فقوله تعالى: * (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) * إلى قوله * (يومكم هاذا) * عام في جميع الكفار. وهو ظاهر في أن جميع أهل النار قد أنذرتهم الرسل في دار الدنيا. فعصوا أمر ربهم كما هو واضح.
ونظيره أيضا قوله تعالى: * (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزى كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنآ أخرجنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجآءكم النذير) *. فقوله * (وسيق الذين كفروا إلى جهنم) * إلى قوله * (النذير فذوقوا) * عام أيضا في جميع أهل النار. كما تقدم إيضاحه قريبا.
ونظير ذلك قوله تعالى: * (وقال الذين فى النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال) *، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن جميع أهل النار أنذرتهم الرسل في دار الدنيا.
وهذه الآيات التي ذكرنا وأمثالها في القرآن تدل على عذر أهل الفترة بأنهم لم يأتهم نذير ولو ماتوا على الكفر. وبهذا قالت جماعة من أهل العلم.
وذهبت جماعة أخرى من أهل العلم إلى أن كل من مات على الكفر فهو في النار ولو لم يأته نذير، واستدلوا بظواهر آيات من كتاب الله، وبأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. فمن الآيات التي استدلوا بها قوله تعالى: * (ولا الذين يموتون وهم كفار أولائك أعتدنا لهم عذابا أليما) *، وقوله: * (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولائك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) *، وقوله: * (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»