والشمس والقمر حسبانا ذالك تقدير العزيز العليم) *، وقوله * (والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها واليل إذا يغشاها) *، وقوله * (واليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى) *، وقوله: * (والضحى واليل إذا سجى) *، إلى غير ذلك من الآيات. * (وجعلنا اليل والنهار ءايتين فمحونآ ءاية اليل وجعلنآ ءاية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شىء فصلناه تفصيلا * وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا * من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) * وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (فمحونآ ءاية اليل وجعلنآ ءاية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب) * يعني أنه جعل الليل مظلما مناسبا للهدوء والراحة، والنهار مضيئا مناسبا للحركة والاشتغال بالمعاش في الدنيا. فيسعون في معاشهم في النهار، ويستريحون من تعب العمل بالليل. ولو كان الزمن كله ليلا لصعب عليهم العمل في معاشهم، ولو كان كله نهارا لأهلكهم التعب من دوام العمل.
فكما أن الليل والنهار آيتان من آياته جل وعلا، فهما أيضا نعمتان من نعمه جل وعلا.
وبين هذا المعنى المشار إليه هنا في مواضع أخر، كقوله: * (قل أرأيتم إن جعل الله عليكم اليل سرمدا إلى يوم القيامة من إلاه غير الله يأتيكم بضيآء أفلا تسمعون قل أرءيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إلاه غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ومن رحمته جعل لكم اليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) *.
فقوله: * (لتسكنوا فيه) * أي في الليل. وقوله: * (ولتبتغوا من فضله) * أي في النهار وقوله: * (وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا اليل لباسا وجعلنا النهار معاشا) *، وقوله: * (وهو الذى جعل لكم اليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا) * وقوله: * (ومن ءاياته منامكم باليل والنهار وابتغآؤكم من فضله) *، وقوله: * (وهو الذى يتوفاكم باليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله في هذه الآية الكريمة: * (ولتعلموا عدد السنين والحساب) * بين فيه نعمة أخرى على خلقه، وهي معرفتهم عدد السنين والحساب. لأنهم باختلاف