أحدهم ملء الا رض ذهبا ولو افتدى به أولائك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين) *، وقوله: * (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء) *، وقوله: * (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السمآء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح فى مكان سحيق) *، وقوله * (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) *، وقوله: * (قالوا إن الله حرمهما على الكافرين) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وظاهر جميع هذه الآيات العموم. لأنها لم تخصص كافرا دون كافر، بل ظاهرها شمول جميع الكفار.
ومن الأحاديث الدالة على أن الكفار لا يعذرون في كفرهم بالفترة ما أخرجه مسلم في صحيحه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن رجلا قال: يا رسول الله، أين أبي؟. قال: (في النار) فلما قفى دعاه فقال: (إن أبي وأباك في النار) اه وقال مسلم رحمه الله في صحيحه أيضا: حدثنا يحيى بن أيوب، ومحمد بن عباد واللفظ ليحيى قالا: حدثنا مروان بن معاوية، عن يزيد يعني ابن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب قالا: حدثنا محمد بن عبيد، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله. فقال: (استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت) اه إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على عدم عذر المشركين بالفترة.
وهذا الخلاف مشهور بين أهل الأصول هل المشركون الذين ماتوا في الفترة وهم يعبدون الأوثان في النار لكفرهم. أو معذورون بالفترة؟ وعقده في (مراقي السعود) بقوله: وهذا الخلاف مشهور بين أهل الأصول هل المشركون الذين ماتوا في الفترة وهم يعبدون الأوثان في النار لكفرهم. أو معذورون بالفترة؟ وعقده في (مراقي السعود) بقوله:
* ذو فترة بالفرع لا يراع * وفي الأصول بينهم نزاع * وممن ذهب إلى أن أهل الفترة الذين ماتوا على الكفر في النار: النووي في شرح مسلم، وحكى عليه القرافي في شرح التنقيح الإجماع. كما نقله عنه صاحب (نشر البنود).
وأجاب أهل هذا القول عن قوله تعالى: * (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) * من أربعة أوجه:
الأول أن التعذيب المنفى في قوله * (وما كنا معذبين) *، وأمثالها من