أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٣
كانت العين الساقطة ياء، كباع وسار، فتقول: بعت وسرت بالكسر فيهما. وإلى هذا أشار ابن مالك في اللامية بقوله: وقال يقول: فتقول مت وقلت. بالضم وتكسر الفاء إن كانت العين الساقطة ياء، كباع وسار، فتقول: بعت وسرت بالكسر فيهما. وإلى هذا أشار ابن مالك في اللامية بقوله:
* وانقل لفاء الثلاثي في شكل عين * إذا اعتلت وكان بنا الإضمار متصلا * * أو نونه وإذا فتحا يكون منه * اعتض مجانس تلك العين منتفلا * واعلم أن مات يمات، من فعل بالكسر يفعل بالفتح لغة فصيحة، ومنها قول الراجز: واعلم أن مات يمات، من فعل بالكسر يفعل بالفتح لغة فصيحة، ومنها قول الراجز:
* بنيتي سيدة البنات * عيشي ولا نأمن أن تما * وأما مات يميت فهي لغة ضعيفة. وقد أشار إلى اللغات الثلاث الفصيحتين والردية بعض أدباء قطر شنقيط في بيت رجز هو قوله: وأما مات يميت فهي لغة ضعيفة. وقد أشار إلى اللغات الثلاث الفصيحتين والردية بعض أدباء قطر شنقيط في بيت رجز هو قوله:
* من منعت زوجته منه بالمبيت * مات يموت ويمات ويميت * وأقوال العلماء في قدر المدة التي حملت فيها مريم بعيسى قبل الوضع لم نذكرها، لعدم دليل على شيء منها. وأظهرها: أنه حمل كعادة حمل النساء وإن كان منشؤه خارقا للعادة، والله تعالى أعلم. قوله تعالى: * (فناداها من تحتهآ ألا تحزنى قد جعل ربك تحتك سريا) *. اعلم أولا: أن في هذا الحرف قراءتين سبعيتين: قرأه نافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي * (فناداها من تحتهآ) * بكسر الميم على أن (من) حرف جر، وخفض تاء تحتها، لأن الظرف مجرور ب (من) على أنه اسم موصول هو فاعل نادى، أن ناداها الذي تحتها. وفتح (تحتها) فعلى القراءة ففاعل النداء ضمير محذوف. وعلى الثانية فالفاعل الاسم الموصول الذي هو (من). وإذا عرفت هذا فاعلم أن العلماء مختلفون في هذا المنادي الذي ناداها المعبر عنه في إحدى القراءتين بالضمير، وفي الثانية بالاسم الموصول من هو؟ فقال بعض العلماء: هو عيسى. وقال بعض العلماء: هو جبريل. وممن قال: إن الذي نادى مريم هو جبريل ابن عباس، وعمرو بن ميمون الأودي، والضحاك، وقتادة، والسدي، وسعيد بن جبير في إحدى الروايتين عنه. وأهل هذا القول قالوا: لم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها.
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»