أن قول من قال: إن الرؤيا التي أراه بالله إياها هي رؤياه في المنام بني أمية على منبره، وإن المراد بالشجرة الملعونة في القرآن بنو أمية لا يعول عليه. إذا لا أساس له من الصحة. والحديث الوارد بذلك ضعيف لا تقوم به حجة. وإنما وصف الشجرة باللعن لأنها في أصل النار، وأصل النار بعيد من رحمة الله. واللعن: الإبعاد عن رحمة الله، أو لخبث صفاتها التي وصفت بها في القرآن، أو للعن الذين يطعمونها. والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أءسجد لمن خلقت طينا) *. قوله تعالى في هذه الآية عن إبليس: * (أءسجد لمن خلقت طينا) * يدل فيه إنكار إبليس للسجود بهمزة الإنكار على إبائه واستكباره عن السجود لمخلوق من طين، وصرح بهذا الإباء والاستكبار في مواضع أخر. فصرح بهما معا (في البقرة) في قوله * (إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) * وصرح بإبائه (في الحجر) بقوله * (إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين) *، وباستكباره (في ص) بقوله * (إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين) * وبين سبب استكباره بقوله * (قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين) * كما تقدم إيضاحه (في البقرة) وقوله: * (طينا) * حال. أي لمن خلقته في حال كونه طينا. وتجويز الزمخشري كونه حالا من نفس الموصول غير ظاهر عندي. وقيل: منصوب بنزع الخافض. أي من طين. وقيل: تمييز، وهو أضعفها. والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (قال أرءيتك هاذا الذى كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن إبليس اللعين قال له * (أرءيتك) * أي أخبرني: هذا الذي كرمته علي فأمرتني بالسجود له وهو آدم. أي لم كرمته علي وأنا خير منها والكاف في * (أرءيتك) * حرف خطاب، وهذا مفعول به لأرأيت. والمعنى: أخبرني. وقيل: إن الكاف مفعول به، و (هذا) مبتدأ، وهو قول ضعيف. وقوله * (لأحتنكن ذريته) * قال ابن عباس: لأستولين عليهم، وقاله الفراء. وقال مجاهد: لأحتوينهم. وقال ابن زيد: لأضلنهم. قال القرطبي: والمعنى متقارب. أي لأستأصلنهم بالإغواء والإضلال، ولأجتاحنهم.
قال مقيده عفا الله عنه: الذي يظهر لي في معنى الآية أن المراد بقوله * (لأحتنكن ذريته) * أي لأقودنهم إلى ما أشاء. من قول العرب: احتنكت الفرس: إذا جعلت الرسن