في حنكه لتقوده حيث شئت. تقول العرب: حنكت الفرس أحنكه (من باب ضرب ونصر) واحتنكته: إذا جعلت فيه الرسن. لأن الرسن يكون على حنكه. وقول العرب: احتنك الجراد الأرض: أي أكل ما عليها من هذا القبيل. لأنه يأكل بأفواهه، والحنك حول الفم. هذا هو أصل الاستعمال في الظاهر. فالاشتقاق في المادة من الحنك، وإن كان يستعمل في الإهلاك مطلقا والاستئصال. كقول الراجز: لأحتنكن ذريته) * أي لأقودنهم إلى ما أشاء. من قول العرب: احتنكت الفرس: إذا جعلت الرسن في حنكه لتقوده حيث شئت. تقول العرب: حنكت الفرس أحنكه (من باب ضرب ونصر) واحتنكته: إذا جعلت فيه الرسن. لأن الرسن يكون على حنكه. وقول العرب: احتنك الجراد الأرض: أي أكل ما عليها من هذا القبيل. لأنه يأكل بأفواهه، والحنك حول الفم. هذا هو أصل الاستعمال في الظاهر. فالاشتقاق في المادة من الحنك، وإن كان يستعمل في الإهلاك مطلقا والاستئصال. كقول الراجز:
* أشكو إليك سنة قد أجحفت * جهدا إلى جهد بنا وأضعفت * وهذا الذي ذكر جل وعلا عن إبليس في هذه الآية من قوله * (لأحتنكن ذريته) *، بينه أيضا في مواضع أخر من كتابه. كقوله * (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمآئلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) *، وقوله: * (فبعزتك لأغوينهم أجمعين) *، إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم إيضاحه (في سورة النساء) وغيرها.
وقوله في هذه الآية * (إلا قليلا) * بين المراد بهذا القليل في مواضع أخر. كقوله: * (ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) *، وقوله: * (لأزينن لهم فى الا رض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) * كما تقدم إيضاحه.
وقول إبليس في هذه الآية. * (لأحتنكن ذريته) *. قاله ظنا منه أنه سيقع وقد تحقق له هذا الظن. كما قال تعالى: * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين) *. * (قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزآؤكم جزاء موفورا * واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الا موال والا ولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا * إن عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا * ربكم الذى يزجى لكم الفلك فى البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما) * قوله تعالى: * (قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزآؤكم جزاء موفورا) *. قال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة: * (قال اذهب) * هذا أمر إهانة. أي اجهد جهدك، فقد أنظرناك * (فمن تبعك) * أي أطاعك من ذرية آدم * (فإن جهنم جزآؤكم جزاء موفورا) * أي وافرا. عن مجاهد وغيره. وقال الزمخشري وأبو حيان: * (اذهب) * ليس من الذهاب الذي هو نقيض المجيء، وإنما معناه: امض لشأنك الذي اخترته. وعقبه بذكر ما جره سوء اختياره في قوله * (فمن تبعك منهم فإن جهنم جزآؤكم جزاء موفورا) *.