أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٢٩
يتفكرون وفى الا رض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بمآء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الا كل إن فى ذالك لآيات لقوم يعقلون) *.
الموضع الرابع: قوله تعالى في سورة طه: * (مآ أنزلنا عليك القرءان لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الا رض والسماوات العلى الرحمان على العرش استوى له ما في السماوات وما في الا رض وما بينهما وما تحت الثرى) *.
الموضع الخامس: قوله في سورة الفرقان * (وتوكل على الحى الذى لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا الذى خلق السماوات والا رض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمان فاسأل به خبيرا) *.
الموضع السادس: قوله تعالى في سورة السجدة * (الله الذى خلق السماوات والا رض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون يدبر الا مر من السمآء إلى الا رض) *.
الموضع السابع: قوله تعالى في سورة الحديد * (هو الذى خلق السماوات والا رض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج فى الا رض وما يخرج منها وما ينزل من السمآء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم) *.
وقال جل وعلا في وصف الحادث بالاستواء على بعض المخلوقات: * (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه) *، * (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك) *، * (واستوت على الجودى) * ونحو ذلك من الآيات.
وقد علمت مما تقدم أنه لا إشكال في ذلك، وأن للخالق جل وعلا استواء لائقا بكماله وجلاله، وللمخلوق أيضا استواء مناسب لحاله، وبين استواء الخالق والمخلوق من المنافاة ما بين ذات الخالق والمخلوق. على نحو * (ليس كمثله شىء وهو السميع البصير) * كما تقدم إيضاحه.
وينبغي للناظر في هذه المسألة التأمل في أمور:
الأمر الأول: أن جميع الصفات من باب واحد، لأن الموصوف بها واحد، ول
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»