واحد) * وقال في وصف نفسه بالغني، * (والله هو الغنى الحميد) *، * (وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن فى الا رض جميعا فإن الله لغنى حميد) *، وقال في وصف الحادث بالغني: * (ومن كان غنيا فليستعفف) *، * (إن يكونوا فقرآء يغنهم الله) *، فهو جل وعلا موصوف بتلك الصفات حقيقة على الوجه اللائق بكماله وجلاله، والحادث موصوف بها أيضا على الوجه المناسب لحدوثه وفنائه، وعجزه وافتقاره، وبين صفات الخالق والمخلوق من المنافاة ما بين الخالق والمخلوق، كما بيناه في صفات المعاني.
وأما الصفة النفسية عندهم: فهي واحدة، وهي الوجود، وقد علمت ما في إطلاقها على الله، ومنهم من جعل الوجود عين الذات فلم يعده صفة، كأبي الحسن الأشعري، وعلى كل حال، فلا يخفى أن الخالق موجود، والمخلوق موجود، ووجود الخالق ينافي وجود المخلوق، كما بينا.
ومنهم من زعم أن القدم والبقاء صفتان نفسيتان، زاعما أنهما طرفا الوجود الذي هو صفة نفسية في زعمهم.
وأما الصفات الفعلية، فإن وصف الخالق والمخلوق بها كثير في القرآن، ومعلوم أن فعل الخالق مناف لفعل المخلوق كمنافاة ذاته لذاته، فمن ذلك وصفه جل وعلا نفسه بأنه يرزق خلقه، قال: * (إن الله هو الرزاق) *، * (ومآ أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) *، وقال: * (وما من دآبة في الا رض إلا على الله رزقها) *. وقال في وصف الحادث بذلك: * (وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) *، وقال: * (وعلى المولود له رزقهن) *، ووصف نفسه بالعمل، فقال: * (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينآ أنعاما) *، وقال في وصف الحادث به: * (جزآء بما كانوا يعملون) * ووصف نفسه بتعليم خلقه فقال: * (الرحمان علم القرءان خلق الإنسان علمه البيان) *.
وقال في وصف الحادث به: * (هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) *.
وجمع المثالين في قوله تعالى: * (تعلمونهن مما علمكم الله) *، ووصف