أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٢٠١
ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) *. * (قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر أشار في هذه الآية إلى قصة حملها بعيسى وبسطها مبينة في سورة مريم بقوله: * (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا) *. إلى آخر القصة وبين النفخ فيها في سورة التحريم و الأنبياء معبرا في التحريم بالنفخ في فرجها وفي الأنبياء بالنفخ فيها. * (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله الآية لم يبين هنا الحكمة في ذكر قصة الحواريين مع عيسى ولكنه بين في سورة الصف أن حكمة ذكر قصتهم هي أن تتأسى بهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم في نصرة الله ودينه وذلك في قوله تعالى: * (يا أيها الذين ءامنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصارى إلى الله) *. * (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) * ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين لم يبين هنا مكر اليهود بعيسى ولا مكر الله باليهود ولكنه بين في موضع آخر أن مكرهم به محاولتهم قتله وذلك في قوله: * (وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله) * وبين أن مكره بهم إلقاؤه الشبه على غير عيسى وإنجاؤه عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وذلك في قوله: * (وما قتلوه وما صلبوه ولاكن شبه لهم) * وقوله: * (وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه) * الآية. * (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك الآية قال بعض العلماء: أي منجك ورافعك إلي في تلك النومة ويستأنس لهذا التفسير بالآيات التي جاء فيها إطلاق الوفاة على النوم كقوله: * (وهو الذي يتوفاكم بالليل الآية قوله: * (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) *. * (قوله تعالى يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم لم يبين هنا ما وجه محاجتهم في إبراهيم. ولكنه بين في موضع آخر أن محاجتهم في إبراهيم هي قول اليهود: إنه يهودي والنصارى: إنه نصراني وذلك في قوله: * (أم تقولون إن إبراهيم
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»