وقوم شعيب؛ وأن ذنوبهم التي أخذهم بها هي الكفر بالله وتكذيب الرسل وغير ذلك من المعاصي كعقر ثمود للناقة وكلواط قوم لوط وكتطفيف قوم شعيب للمكيال والميزان وغير ذلك كما جاء مفصلا في آيات كثيرة كقوله في نوح وقومه: * (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون) * ونحوها من الآيات وكقوله في قوم هود: * (إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) * ونحوها من الآيات. وكقوله في قوم صالح: * (وأخذ الذين ظلموا الصيحة الآية) * ونحوها من الآيات. وكقوله في قوم لوط: * (فجعلنا عاليها سافلها) * ونحوها من الآيات. كقوله في قوم شعيب: * (فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم) * ونحوها من الآيات. * (قد كان لكم آية في فئتين التقتا الآية ذكر في هذه الآية الكريمة أن وقعة بدر آية أي: علامة على صحة دين الإسلام إذ لو كان غير حق لما غلبت الفئة القليلة الضعيفة المتمسكة به الفئة الكثيرة القوية التي لم تتمسك به.
وصرح في موضع آخر أن وقعة بدر بينة أي: لا لبس في الحق معها وذلك في قوله: * (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة) *.
وقوله تعالى والخيل المسومة والأنعام لم يبين هنا كم يدخل تحت لفظ الأنعام من الأصناف.
ولكنه قد بين في مواضع أخر أنها ثمانية أصناف هي الجمل والناقة والثور والبقرة والكبش والنعجة والتيس والعنز كقوله تعالى: * (ومن الانعام حمولة وفرشا) * ثم بين الأنعام بقوله: * (ثمانية أزواج من الضأن اثنين) * يعني الكبش والنعجة: * (ومن المعز اثنين) * يعني: التيس والعنز إلى قوله: * (ومن الإبل اثنين) * يعني: الجمل والناقة * (ومن البقر اثنين) * يعني: الثور والبقرة وهذه الثمانية هي المرادة بقوله: * (وأنزل لكم من الانعام ثمانية أزواج) * وهي المشار إليها بقوله: * (فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الانعام