أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ١٩٧
الطويل:
* لقد رسخت في القلب مني مودة * لليلى أبت آياتها أن تغيرا * * (إن الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وألئك هم وقود النار ذكر في هذه الآية الكريمة أن الكفار يوم القيامة لا تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم شيئا وذكر أنهم وقود النار أي: حطبها الذي تتقد فيه ولم يبين هنا هل نفيه لذلك تكذيب لدعواهم أن أموالهم وأولادهم تنفعهم وبين في مواضع أخر أنهم ادعوا ذلك ظنا منهم أنه ما أعطاهم الأموال والأولاد في الدنيا إلا لكرامتهم عليه واستحقاقهم لذلك وأن الآخرة كالدنيا يستحقون فيها ذلك أيضا فكذبهم في آيات كثيرة فمن الآيات الدالة على أنهم ادعوا ذلك قوله تعالى: * (وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين) * وقوله تعالى: * (أفرأيت الذي كفر بآياتنا) * وقال: * (لأوتين مالا وولدا) * يعني في الآخرة كما أوتيته في الدنيا. وقوله: * (ولئن رجعت إلى ربى إن لي عنده للحسنى) * أي: بدليل ما أعطاني في الدنيا وقوله: * (ولئن رددت إلى ربى لأجدن خيرا منها منقلبا) * قياسا منه للآخرة على الدنيا ورد الله عليهم هذه الدعوى في آيات كثيرة كقوله هنا: * (إن الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم) * وقوله: * (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون) * وقوله: * (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى) * وقوله: * (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم خير لأنفسهم إنما نملى لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين) * وقوله: * (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملى لهم إن كيدي متين) *. إلى غير ذلك من الآيات.
وصرح في موضع آخر أن كونهم وقود النار المذكور هنا على سبيل الخلود وهو قوله: * (إن الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) *. * (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بأياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب * قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد) * كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بأياتنا فأخذهم الله بذنوبهم لم يبين هنا من هؤلاء الذين من قبلهم وما ذنوبهم التي أخذهم الله بها.
وبين في مواضع أخر أن منهم قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»