قوله تعالى: * (ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة * أولئك هم الكفرة الفجرة) *.
وهذه الأسباب في الحقيقة شئ واحد عبر عنه بعبارات مختلفة وهو الكفر بالله تعالى وبين في موضع آخر شدة تشويه وجوههم بزرقة العيون وهو قوله: * (ونحشر المجرمين يومئذ زرقا) * وأقبح صورة أن تكون الوجوه سودا والعيون زرقا إلا ترى الشاعر لما أراد أن يصور علل البخيل في أقبح صورة وأشوهها اقترح لها زرقة العيون واسوداد الوجه في قوله:
* وللبخيل على أمواله علل * زرق العيون عليها أوجه سود * * (قوله تعالى من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله ءانآء الليل وهو يسجدون ذكر هنا من صفات هذه الطائفة المؤمنة من أهل الكتاب أنها قائمة أي: مستقيمة على الحق وأنها تتلو آيات الله آناء الليل وتصلي وتؤمن بالله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
وذكر في موضع آخر أنها تتلو الكتاب حق تلاوته وتؤمن بالله وهو قوله: * (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به) *.
وذكر في موضع آخر أنهم يؤمنون بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليهم وأنهم خاشعون لله لا يشترون بآياته ثمنا قليلا وهو قوله: * (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا) *. وذكر في موضع آخر أنهم يفرحون بإنزال القرءان وهو قوله تعالى: * (الذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك) *. وذكر في موضع آخر أنهم يعلمون أن إنزال القرءان من الله حق وهو قوله: * (الذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق) * وذكر في موضع آخر أنهم إذا تلي عليهم القرءان خروا لأذقانهم سجدا وسبحوا ربهم وبكوا وهو قوله: * (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) *.
وقال في بكائهم عند سماعه أيضا: * (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم