أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ١٩٦
قال: يعني وقلت: بالعطف بواو محذوفة وهو أحد احتمالات ذكرها ابن هشام في (المغني) وجعل بعضهم منه: * (إن الدين عند الله الإسلام) * على قراءة فتح همزة إن قال: هو معطوف بحرف محذوف على قوله: * (شهد الله أنه لا إلاه إلا هو) * أي: وشهد أن الدين عند الله الإسلام وهو أحد احتمالات ذكرها صاحب المغني أيضا ومنه حديث: تصدق رجل من ديناره من درهمه من صاع بره من صاع تمره يعني ومن درهمه ومن صاع إلخ.
حكاه الأشموني وغيره والحديث المذكور أخرجه مسلم والإمام أحمد وأصحاب السنن ومن شواهد حذف حرف العطف قول الشاعر: الخفيف:
* كيف أصبحت كيف أمسيت مما * يغرس الود في فؤاد الكريم * يعني: وكيف أمسيت وقول الحطيئة: البسيط:
* إن امرأ رهطه بالشام منزله * برمل يبرين جار شد ما اغتربا * أي: ومنزله برمل يبرين.
وقيل: الجملة الثانية صفة ثانية لا معطوفة وعليه فلا شاهد في البيت وممن أجاز العطف بالحرف المحذوف الفارسي وابن عصفور خلافا لابن جني والسهيلي.
ولا شك أن في القرءان أشياء لا يعلمها إلا الله كحقيقة الروح؛ لأن الله تعالى يقول: * (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى) * الآية وكمفاتيح الغيب التي نص على أنها لا يعلمها إلا هو بقوله: * (وعنده مفاتح الغيب) *.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها الخمس المذكورة في قوله تعالى: * (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث) *. وكالحروف المقطعة في أوائل السور وكنعيم الجنة لقوله تعالى: * (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين) * وفيه أشياء يعلمها الراسخون في العلم دون غيرهم كقوله تعالى: * (فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون) * وقوله: * (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين) * مع قوله: * (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان) * وقوله: * (ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) * وكقوله: * (وروح منه) * والرسوخ والثبوت. ومنه قول الشاعر:
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»