أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٢٠٢
وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله) * وأشار إلى ذلك هنا بقوله: * (والله يعلم وأنتم لا تعلمون ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا) *. * (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازداودا كفرا لن تقبل توبتهم قال بعض العلماء: يعني إذا أخروا التوبة إلى حضور الموت فتابوا حينئذ وهذا التفسير يشهد له قوله تعالى: * (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار) *. وقد تقرر في الأصول حمل المطلق على المقيد ولا سيما إذا اتحد الحكم والسبب كما هنا.
وقال بعض العلماء: معنى لن تقبل توبتهم لن يوفقوا للتوبة حتى تقبل منهم ويشهد له قوله تعالى: * (إن الذين ءامنوا ثم كفروا ثم ءامنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) * فعدم غفرانه لهم لعدم هدايتهم السبيل الذي يغفر لصاحبه ونظيرها قوله تعالى: * (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا * إلا طريق جهنم) *. * (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا الآية صرح في هذه الآية الكريمة أن الكفار يوم القيامة لا يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به.
وصرح في مواضع أخر أنه لو زيد بمثله لا يقبل منه أيضا كقوله: * (إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما) * وبين في مواضع أخر أنه لا يقبل فداء في ذلك اليوم منهم بتاتا كقوله: * (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا) * وقوله: * (وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها) * وقوله: * (ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة) * والعدل: الفداء. * (فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان ءامنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين * وصرح في هذه الآية أنه غني عن خلقه وأن كفر من كفر منهم لا يضره شيئا وبين هذا المعنى في مواضع متعددة كقوله عن نبيه موسى: * (وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»