النفوس، وأيسرها على الأبدان، خالية من التكلف لا تناقض فيها، ولا اختلاف، ولا صعوبة فيها، ولا اعتساف، تصلح لكل زمان ومكان، وتليق لكل أحد. ثم أخبر تعالى أنه يضرب للناس الأمثال، ويوضح لعباده الحلال والحرام، لأجل أن يتفكروا في آياته ويتدبروها، فإن التفكير فيها يفتح للعبد خزائن العلم، ويبين له طرق الخير والشر، ويحثه على مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، ويزجره عن مساوىء الأخلاق، فلا أنفع للعبد من التفكير في القرآن، والتدبر لمعانيه. * (هو الله الذي لا إل ه إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحم ن الرحيم * هو الله الذي لا إل ه إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارىء المصور له الأسمآء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) * هذه الآيات الكريمات، قد اشتملت على كثير من أسماء الله الحسنى، وأوصافه العلى، عظيمة الشأن، وبديعة البرهان. فأخبر أنه الله المألوه المعبود، الذي لا إله إلا هو، وذلك لكماله العظيم، وإحسانه الشامل، وتدبيره العام. وكل إله غيره، فإنه باطل، لا يستحق من العبادة مثقال ذرة، لأنه فقير عاجز ناقص، لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا. ثم وصف نفسه بعموم العلم الشامل، لما غاب عن الخلق، وما يشاهدونه، وبعموم رحمته التي وسعت كل شيء، ووصلت إلى كل حي. ثم كرر ذكر عموم إلهيته وانفراده بها، وأنه المالك لجميع الممالك، فالعالم العلوي والسفلي وأهله، الجميع مماليك لله، فقراء مدبرون. * (القدوس السلام) *، أي: المقدس السالم من كل عيب ونقص، المعظم الممجد؛ لأن القدوس، يدل على التنزيه من كل نقص، والتعظيم لله في أوصافه وجلاله. * (المؤمن) *، أي: المصدق لرسله وأنبيائه، بما جاءوا به، بالآيات البينات، والبراهين القاطعات، والحجج الواضحات. * (العزيز) * الذي لا يغالب ولا يمانع، بل قد قهر كل شيء، وخضع له كل شيء. * (الجبار) * الذي قهر جميع العباد، وأذعن له سائر الخلق، الذي يجبر الكسير، ويغني الفقير. * (المتكبر) * الذي له الكبرياء والعظمة، المتنزه عن جميع العيوب والظلم والجور. * (سبحان الله عما يشركون) *، وهذا تنزيه عام، عن كل ما وصفه به، من أشرك به وعانده. * (هو الله الخالق) * لجميع المخلوقات * (البارئ) * للمبروءات * (المصور) * للمصورات، وهذه الأسماء متعلقة بالخلق والتدبير والتقدير، وأن ذلك كله، قد انفرد الله به، لم يشاركه فيه مشارك. * (له الأسماء الحسنى) *، أي: له الأسماء الكثيرة جدا، التي لا يحصيها، ولا يعلمها أحد إلا هو، ومع ذلك، فكلها حسنى، أي: صفات كمال، بل تدل على أكمل الصفات وأعظمها، لا نقص في شيء منها، بوجه من الوجوه. ومن حسنها أن الله يحبها، ويحب من يحبها، ويحب من عباده أن يدعوه ويسألوه بها. ومن كماله، وأن له الأسماء الحسنى، والصفات العليا، وأن جميع من في السماوات والأرض، مفتقرون إليه على الدوام، يسبحون بحمده، ويسألونه حوائجهم، فيعطيهم من فضله وكرمه ما تقتضيه رحمته وحكمته. * (وهو العزيز الحكيم) * الذي لا يريد شيئا إلا ويكون، ولا يكون شيئا إلا لحكمة ومصلحة. تم تفسير سورة الحشر والحمد لله وحده سورة لممتحنة * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغآء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم ومآ أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل * إن يثقفوكم يكونوا لكم أعدآء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون * لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير * قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضآء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك ومآ أملك لك من الله
(٨٥٤)