وقال ابن عباس. والضحاك: إنما حجب إدراكهم فدخلوا المنزل ولم يروا شيئا فجعل ذلك كالطمس فعبر به عنه.
وقرأ ابن مقسم * (فطمسنا) * بتشديد الميم للتكثير في المفعول * (فذوقوا عذابي ونذر) * أي فقلنا لهم ذلك على ألسنة الملائكة عليهم السلام، فالقول في الحقيقة لهم وأسند إليه تعالى مجازا لأنه سبحانه الآمر أو القائل ظاهر الحال فلا قول وإنما هو تمثيل، والمراد بالعذاب الطمس وهو من جملة ما أنذروه.
* (ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر) *.
* (ولقد صبحهم بكرة) * أول النهار وهي أخص من الصباح فليس في ذكرها بعده زيادة وكان ذلك أول شروق الشمس، وقرأ زيد بن علي * (بكرة) * غير مصروفة للعلمية والتأنيث على أن المراد بها أول نهار مخصوص.
* (عذاب مستقر) * يستقر بهم ويدوم حتى يسلمهم إلى النار، أو لا يدفع عنهم، أو يبلغ غايته.
* (فذوقوا عذابي ونذر) * * (فذوقوا عذابي ونذر) * حكاية لما قيل لهم بعد التصحيح من جهته تعالى تشديد اللعذاب أو هو تمثيل.
* (ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر) *.
* (ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر) * تقدم ما فيه من الكلام.
* (ولقد جآء ءال فرعون النذر) *.
* (ولقد جاء آل فرعون النذر) * صدرت قصتهم بالتوكيد القسمي لإبراز كمال الاعتناء بشأنها لغاية عظم ما فيها من الآيات وكثرتها وهول ما لاقوه من العذاب وقوة إيجابها للاتعاظ والاكتفاء بذكر آل فرعون للعلم بأن نفسه أولى بذلك فإنه رأس الطغيان ومدعي الألوهية، والقول: بأنه إشارة إلى إسلامه مما لا يلتفت إليه، و * (النذر) * إن كان جمع نذير بمعنى الإنذار فالأمر ظاهر وكذا إن كان مصدرا، وأما إن كان جمع نذير بمعنى المنذر فالمراد به موسى. وهرون. وغيرهما لأنهما عرضا عليهم ما أنذر به المرسلون أي وبالله تعالى لقد جاءهم المنذرون، أو الإنذارات، أو الإنذار، وقوله تعالى:
* (كذبوا بااياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر) *.
* (كذبوا بآياتنا كلها) * استئناف مبني على سؤال نشأ من حكاية مجيء النذر كأنه قيل: فماذا فعل آل فرعون حينئذ؟ فقيل: كذبوا بجميع آياتنا وهي آيات الأنبياء كلهم عليهم السلام فإن تكذيب البعض تكذيب للكل، أو هي الآيات التسع، وجوز الواحدي أن يراد بالنذر نفس الآيات فقوله سبحانه: * (بآياتنا) * من إقامة الظاهر مقام الضمير والأصل كذبوا بها، وزعم بعض غلاة الشيعة وهم المسلمون بالكشفية في زماننا أن المراد - بالآيات كلها - علي كرم الله تعالى وجهه فإنه الإمام المبين المذكور في قوله تعالى: * (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) * وأنه كرم الله تعالى وجهه ظهر مع موسى عليه السلام لفرعون وقومه فلم يؤمنوا - وهذا من الهذيان بمكان - نسأل الله تعالى وجهه ظهر مع موسى عليه السلام لفرعون وقومه فلم يؤمنوا - وهذا من الهذيان بمكان - نسأل الله تعالى العفو والعافية * (فأخذناهم) * أي آل فرعون، وزعم بعض أن ضمير * (كذبوا) * وضمير أخذناهم عائدان على جميع من تقدم ذكره من الأمم وتم الكلام عند قوله تعالى: * (النذر) * وليس بشيء، والفاء للتفريع أي * (فأخذناهم) * وقهرناهم لأجل تكذيبهم. * (أخذ عزيز) * لا يغالب * (مقتدر) *.
لا يعجزه شيء، ونصب أخذ على المصدرية لا على قصد التشبيه.
* (أكفاركم خير من أولائكم أم لكم برآءة فى الزبر) *.
* (أكفاركم خير من أولائكم) * أي الكفار المعدودين قوم نوح. وهود. وصالح. ولوط. وآل فرعون، والمراد الخيرية باعتبار الدنيا وزينتها ككثرة القوة والشدة ووفور العدد والعدة، أو باعتبار لين الشكيمة في الكفر بأن يكون الكفار المحدث عنهم بالخيرية أقل عنادا وأقرب طاعة وانقيادا، وظاهر كلام كثير أن الخطاب هنا عام للمسلمين وغيرهم حيث قالوا: * (أكفاركم) * يا معشر العرب * (خير) * الخ والاستفهام إنكاري في معنى النفي فكأنه قيل: ما كفاركم خير من أولئكم الكفار المعدودين بأن يكونوا أكثر منهم قوة وشدة وأوفر عددا وعدة، أو بأن يكونوا ألين شكيمة في الكفر والعصيان