ماهية التعاطي، وقوله تعالى: * (فعقر) * تفسير له لا متفرع عليه ولا يخفى ركاكته، والتعاطي التناول مطلقا على ما يفهم من كلام غير واحد، وزاد بعضهم قيد بتكلف ونسبة العقر إليهم في قوله تعالى: * (فعقروا الناقة) * (الأعراف: 77) لأنهم كانوا راضين به.
* (فكيف كان عذابى ونذر) *.
* (فكيف كان عذابي ونذر) * الكلام فيه كالذي تقدم.
* (إنآ أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر) *.
* (إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة) * هي صيحة جبريل عليه السلام صاح صباح يوم الأحد كما حكى المناوي عن الزمخشري في طرف منازلهم * (فكانوا) * أي فصاروا * (كهشيم المحتظر) * أي كالشجر اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء.
وفي " البحر " الهشيم ما تفتت من الشجر، و * (المحتظر) * الذي يعمل الحظيرة فإنه يتفتت منه حالة العمل ويتساقط أجزاء مما يعمل به، أو يكون الهشيم ما يبس من الحظيرة بطول الزمان تطؤه البهائم فيتهشم، وتعقب هذا بأن الأظهر عليه كهشيم الحظيرة، والحظيرة الزريبة التي تصنعها العرب. وأهل البوادي للمواشي والسكنى من الأغصان والشجر المورق والقصب من الحظر وهو المنع.
وقرأ الحسن. وأبو حيوة. وأبو السمال. وأبو رجاء. وعمرو بن عبيد * (المحتظر) * بفتح الظاء على أنه اسم مكان. والمراد به الحظيرة نفسها أو هو اسم مفعول قيل: ويقدر له موصوف أي * (كهشيم) * الحائط * (المحتظر) * أو لا يقدر على أن * (المحتظر) * الزريبة نفسها كما سمعت. وجوز أن يكون مصدرا أي كهشيم الاحتظار أي ما تفتت حالة الاحتظار.
* (ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر) *.
* (ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر) * كما مر.
* (كذبت قوم لوط بالنذر) *.
* (كذبت قوم لوط بالنذر) * على قياس النظير السابق * (إنا أرسلنا عليهم حاصبا) * ملكا على ما قيل - يحصبهم أي يرميهم بالحصباء والحجارة أو هم اسم للريح التي تحصب ولم يرد بها الحدوث كما فناقة ضامر وهو وجه التذكير، وقال ابن عباس: هو ما حاصبوا به من السماء من الحجارة في الريح، وعليه قول الفرزدق: مستقبلين شمال الشام تضربنا * (بحاصب) كنديف القطن منثور * (إنآ أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر) *.
* (إلا ءال لوط) * خاصته المؤمنين به، وقيل: إله ابنتاه * (نجيناهم بسحر) * أي في سحر وهو آخر الليل، وقيل: السدس الأخير منه، وقال الراغب: السحر والسحرة اختلاط ظلام آخر الليل بصفاء النهار وجعل اسما لذلك الوقت، ويجوز كون الباء للملابسة والجار والمجرور في موضع الحال أي ملتبسين * (بسحر) * داخلين فيه.
* (نعمة من عندنا كذلك نجزى من شكر) *.
* (نعمة من عندنا) * أي إنعاما منا وهو علة لنجينا، ويجوز نصبه بفعل مقدر من لفظه، أو بنجينا لأن النتيجة إنعام فهو كقعدت جلوسا * (كذالك) * أي مثل ذلك الجزاء العجيب * (نجزى من شكر) * نعمتنا بالايمان والطاعة.
* (ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر) *.
* (ولقد أنذرهم) * لوط عليه السلام * (بطشتنا) * أخذتنا الشديدة بالعذاب.
وجوز أن يراد بها نفس العذاب * (فتماروا) * فكذبوا * (بالنذر) * متشاكين، فالفعل مضمن معنى التكذيب ولولاه تعدى بفي.
* (ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنآ أعينهم فذوقوا عذابى ونذر) *.
* (ولقد راودوه عن ضيفه) * صرفوه عن رأيه فيهم وطلبوا الفجور بهم وهذا من إسناد ما للبعض للجميع لرضاهم به * (فطمسنا اعينهم) * أي أزلنا أثرها وذلك بمسحها وتسويتها كسائر الوجه، وهو كما قال أبو عبيدة، وروى أن جبريل عليه السلام استأذن ربه سبحانه في عقوبتهم ليلة جاءوا وعالجوا الباب ليدخلوا عليهم فصفقهم بجناحه فتركهم عميانا يترددون لا يهتدون إلى طريق خروجهم حتى أخرجهم لوط عليه السلام