تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٢٥ - الصفحة ١٢٢
سبحانه: فلا يصلون إليكما والجملة عطف على الجملة المستأنفة، وقرأ أبو عمرو. والإخوان عت بإدغام الذال في التاء.
* (وإن لم تؤمنوا لى فاعتزلون) *.
* (وان لم تؤمنوا فاعتزلون) * فكونوا بمعزل مني لا علي ولا لي ولا تتعرضوا لي بسوء فليس ذلك جزاء من يدعوكم إلى ما فيه فلا حكم، وقيل: المعنى وإن لم تؤمنوا لي فلا موالاة بيني وبين من لا يؤمن فتنحوا واقطعوا أسباب الوصلة عني، ففي الكلام حذف الجواب وإقامة المسبب عنه مقامه والأول أوفق بالمقام، والاعتزال عليه عبارة عن الترك وإن لم تكن مفارقة بالأبدان.
* (فدعا ربه أن ه‍اؤلاء قوم مجرمون) *.
* (فدعا ربه) * بعد أن أصروا على تكذيبه عليه السلام * (أن ه‍اؤلاء قوم مكرمون) * أي بأن هؤلاء الخ فهو بتقدير الباء صلة الدعاء كمايقال دعا بهذا الدعاء، وفيه اختصار كأنه قيل: أن هؤلاء قوم مجرمون تناهى أمرهم في الكفر وأنت أعلم بهم فافعل بهم ما يستحقونه قيل كان دعاؤه عليه السلام اللهم عجل لهم ما يستحقون باجرامهم، وقيل: قوله: * (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) * (يونس: 85) إلى قوله: * (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) * (يونس: 88) وإنما ذكر الله سبحانه السبب الذي استوجبوا به الهلاك ليعلم منه دعاؤه والإجابة معا وأن دعاءه كان على يأس من إيمانهم وهذا من بليغ اختصارات الكتاب المعجز.
وقرأ ابن أبي إسحق. وعيسى. والحسن في رواية. وزيد بن علي بكسر همزة أن وخرج على إضمار القول أي قائلا أن هؤلاء الخ.
* (فأسر بعبادى ليلا إنكم متبعون) *.
* (فأسر بعبادي) * وهم بنو إسرائيل وم آمن به من القبط * (ليلا) * بقطع من الليل، والكلام باضمار القول أما بعد الفاء أي فقال أسر الخ فالفاء للتعقيب والترتيب والقول معطوف على ماقبله أو قبلها كأنه قيل قال: أو فقال أن كان الأمر كما تقول: فاسر الخ، فالفاء واقعة في جواب شرط مقدر وهو وجوابه مقول القول المقدر مع الفاء أو بدونها على أنه استئناف والاضمار الأول لقلة التقدير مع أن تقدير أن لا يناسب إذ لا شك فيه تحقيقا ولا تنزيلا وجعلها بمعنى إذا تكلف على تكلف وأبو حيان لا يجيز حذف الشرط وإبقاؤ جوابه في مثل هذا الموضع وقد شنع على الزمخشري في تجويزه، وقرأ نافه. وابن كثير. * (فاسر) * بوصل الهمزة من سرى.
* (إنكم متبعون) * يتبعكم فرعون وجنوده إذا علموا بخروجكم فالجملة مستأنفة لتعليل الأمر بالسرى ليلا ليتأخر العلم به فلا يدركون والتأكيد لتقدم ما يلوح بالخبر * (واترك البحر رهوا) * أي ساكنا كما قال ابن عباس يقال رها البحر يرهو رهوا سكن ويقال: جاءت الخيل رهوا أي ساكنة، قال الشاعر: والخيل تمزع رهوا في أعنتها * كالطير ينجو من الشؤبوب ذي البرد ويقال افعل ذلك رهوا أي ساكنا على هينة وأنشد غير واحد للقطامي في نعت الركاب: يمشين رهوا فلا الإعجاز خاذلة * ولا الصدور على الاعجاز تتكل والظاهر أنه مصدر في الأصل يؤول باسم الفاعل، وجوز أن يكون بمعنى الساكن حقيقة وعن مجاهد رهوا أي منفرجا مفتوحا قال أبو عبيدة رها الرجل يرهو رهوا فتح بين رجليه، وعن بعض العرب أنه رأى جملا فالجأ أي ذا سنامين فقال: سبحان الله تعالى رهو بين سنامين قالوا: أراد فرجة واسعة، والظاهر أيضا أنه مصدر مؤول أو فيه مضاف مقدر أي ذا فرجة قال قتادة: أراد موسى عليه السلام بعد أن جاوز البحر هو ومن معه أن
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»