تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٨ - الصفحة ٤١
تفصيل كل من الأقسام الأربعة إلى الذكر والأنثى كل ذلك لتحرير المواد التي تقولوا فيها عليه سبحانه بالتحليل والتحريم ثم تبكيتهم بإظهار كذبهم وافترائهم في كل مادة مادة من تلك المواد بتوجيه الإنكار إليها مفصلة " انتهى. وفيه منع ظاهر.
وقوله سبحانه: * (من الضأن اثنين) * على معنى زوجين اثنين الكبش والنعجة. ونصب * (اثنين) * قيل: على أنه بدل من * (ثمانية أزواج) * بدل بعض من كل أو كل من كل إن لوحظ العطف عليه منصوب بناصبه والجار متعلق به. وقال العلامة الثاني: الظاهر أن * (من الضأن) * بدل من * (الأنعام) * (الأنعام: 142) و * (اثنين) * من * (حمولة وفرشا) * (الأنعام: 142) أو من * (ثمانية أزواج) * إن جوزنا أن يكون للبدل بدل، وجوز أن يكون البدل * (اثنين) * ومن الضأن حال من النكرة قدمت عليها. وقرىء * (اثنان) * على أنه مبتدأ خبره الجار والمجرور، والجملة بيانية لا محل لها من الإعراب، والضأن اسم جنس كالإبل جمع ضئين كأمير وكعبيد أو جمع ضائن كتاجر وتجر، وقرىء بفتح الهمزة وهو لغة فيه.
* (ومن المعز) * زوجين * (اثنين) * التيس والعنز. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن عامر بفتح العين وهو جمع ماعز كصاحب وصحب وحارس وحرس. وقرأ أبي * (ومن المعزى) * وهو اسم جمع معز، وهذه الأزواج الأربعة - على ما اختاره شيخ الإسلام - تفصيل للفرش قال: " ولعل تقديمها في التفصيل مع تأخر أصلها في الإجمال لكون هذين النوعين عرضة للأكل الذي هو معظم ما يتعلق به الحل والحرمة وهو السر في الاقتصار على الأمر به في قوله تعالى: * (كلوا مما رزقكم الله) * (الأنعام: 142) من غير تعرض للانتفاع بالحمل والركوب وغير ذلك مما حرموه في السائبة وأخواتها. ومن الناس من علل التقديم بأشرفية الغنم ولهذا رعاها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهو لا يناسب المقام كما لا يخفى.
* (قل) * تبكيتا لهم وإظهارا لعجزهم عن الجواب * (ءالذكرين) * ذكر الضأن وذكر المعز * (حرم) * الله تعالى * (أم الأنثيين) * أي أنثى ذينك الصنفين، ونصب الذكرين والأنثيين بحرم * (أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين) * أي أم الذي حملته إناث النوعين ذكرا كان أو أنثى. * (نبئوني بعلم) * أي أخبروني بأمر معلوم من جهته تعالى جاءت به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يدل على أنه تعالى حرم شيئا مما ذكر أو نبئوني تنبئة متلبسة بعلم صادرة عنه * (إن كنتم صادقين) * في دعوى التحريم عليه سبحانه وتعالى، والأمر تأكيد للتبكيت وإظهار الإنقطاع.
* (ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل ءآلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهدآء إذ وص‍اكم الله به‍اذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظ‍المين) *.
* (ومن الابل) * زوجين * (اثنين) * الجمل والناقة، وهذا عطف على قوله سبحانه: * (ومن الضأن اثنين) * (الأنعام: 143) " والإبل - كما قال الراغب - يقع على البعران الكثيرة ولا واحد له من لفظه " ويجمع - كما في " القاموس " - على آبال والتصغير أبيلة ". * (ومن البقر اثنين) * هما الثور وأنثاه * (قل) * إفحاما لهم في أمر هذين النوعين أيضا * (ءآلذكرين حرم) * الله تعالى منهما * (أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين) * من ذينك النوعين، والمعنى - كما قال كثير من أجلة العلماء - إنكار أن الله تعالى حرم عليهم شيئا من هذه الأنواع الأربعة وإظهار كذبهم في ذلك وتفصيل ما ذكر من الذكور والإناث وما في بطونها للمبالغة في الرد عليهم بإيراد الإنكار على كل مادة من
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»