تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٨ - الصفحة ١٧٩
سائر الأوجه في الكلام الحذف والإيصال.
* (واذكروا إذ كنتم قليلا) * عددكم * (فكثركم) * فوفر عددكم بالبركة في النسل كما روي عن ابن عباس. وحكي أن مدين بن إبراهيم تزوج بنت لوط فولدت فرمى الله تعالى في نسلها البركة والنماء فكثروا وفشوا. وجوز الزجاج أن يكون المعنى إذ كنتم مقلين فقراء فجعلكم مكثرين موسرين، أو كنتم أقلة أذلة فأعزكم بكثرة العدد والعدد. و * (إذ) * مفعول * (اذكروا) * أو ظرف لمقدر كالحادث أو النعم أي أذكروا ذلك الوقت أو ما فيه * (وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين) * أي آخر أمر من أفسد قبلكم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود واعتبروا بهم.
* (وإن كان طآئفة منكم ءامنوا بالذى أرسلت به وطآئفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الح‍اكمين) *.
* (وإن كان طائفة منكم ءامنوا بالذي أرسلت به) * من الشرائع والأحكام * (وطائفة لم يؤمنوا) * به أو لم يفعلوا الإيمان * (فاصبروا حتى يحكم الله بيننا) * خطاب للكفار ووعيد لهم أي تربصوا لتروا حكم الله تعالى بيننا وبينكم فإنه سبحانه سينصر المحق على المبطل ويظهره عليه، أو هو خطاب للمؤمنين وموعظة لهم وحث على الصبر واحتمال ما كان يلحقهم من أذى المشركين إلى أن يحكم الله تعالى بينهم وينتقم لهم منهم. ويجوز أن يكون خطابا للفريقين أي ليصبر المؤمنون على أذى الكفار وليصبر الكفار على ما يسوؤهم من إيمان من آمن منهم حتى يحكم فيميز الخبيث من الطيب، والظاهر الاحتمال الأول. وكان المقصود أن إيمان البعض لا ينفعكم في دفع بلاء الله تعالى وعذابه * (وهو خير الحاكمين) * إذ لا معقب لحكمه ولا حيف فيه فهو في غاية السداد.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179