الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٨٥
جبريل عليه السلام فقال يا اسحق انه لم يصبر أحد من الأولين والآخرين 7 يشهد أن لا إله إلا الله فاغفر له سبقني أخي اسحق عليه السالم إلى الدعوة * قوله تعالى (وبشرناه بإسحاق) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين قال انما بشر به نبيا حين فداه الله من الذبح ولم تكن البشارة بالنبوة حين مولده * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وبشرناه بإسحاق قال بشرى نبوة بشر به مرتين حين ولد وحين نبي * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال قلت لابن المسيب وفديناه بذبح عظيم هو اسحق قال معاذ الله ولكنه إسماعيل عليه السلام فثوب بصبره اسحق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وبشرناه بإسحاق نبيا قال بشر به بعد ذلك نبيا بعدما كان هذا من أمره لما جاد لله بنفسه وباركنا عليه وعلى اسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين أي مؤمن وكافر وفي قوله ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم أي من آل فرعون وآتيناهما الكتاب المستبين قال التوراة وهديناهما الصراط المستقيم قال الاسلام وتركنا عليهما في الآخرين قال أبقى الله عليهما الثناء الحسن في الآخرين * قوله تعالى (وان الياس لمن المرسلين) * أخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وان الياس لمن المرسلين الآيات قال انما سمى بعلبك لعبادتهم البعل وكان موضعهم البدء فسمى بعلبك وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه في قوله وان الياس قال إن الله تعالى بعث الياس إلى بعلبك وكانوا قوما يعبدون الأصنام وكانت ملوك بني إسرائيل متفرقة على العامة كل ملك على ناحية يأكلها وكان الملك الذي كان الياس معه يقوم له أمره ويقتدى برأيه وهو على هدى من بين أصحابه حتى وقع إليهم قومن من عبدة الأصنام فقالوا له ما يدعوك الا إلى الضلالة والباطل وجعلوا يقولون له أعبد هذه الأوثان التي تعبد الملوك وهم على ما نحن عليه يأكلون ويشربون وهم في ملكهم يتقلبون وما تنقص دنياهم من ربهم الذي تزعم أنه باطل وما لنا عليهم من فضل فاسترجع الياس فقام شعر رأسه وجلده فخرج عليه الياس قال الحسن رضي الله عنه وان الذي زين لذلك الملك امرأته وكانت قبله تحت ملك جبار وكان من الكنعانيين في طول وجسم وحسن فمات زوجها فاتخذت تمثالا على صورة بعلها من الذهب وجعلت له حدقتين من ياقوتتين وتوجته بتاج مكلل والجوهر ثم أقعدته على سرير تدخل عليه فتدخنه وتطيبه وتسجد له ثم تخرج عنه فتزوجت بعد ذلك هذا الملك الذي كان الياس معه وكانت فاجرة قد قهرت زوجها ووضعت البعل في ذلك البيت وجعلت سبعين سادنا فعبدوا البعل فدعاهم الياس إلى الله فلم يردهم ذلك الا بعدا فقال الياس اللهم إني بني إسرائيل قد أبوا الا الكفر بك وعبادة غيرك فغير ما بهم من نعمتك فأوحى الله إليه انى قد جعلت أرزاقهم بيدك فقال اللهم أمسك عنهم القطر ثلاث سنين فامسك الله عنهم القطر وأرسل إلى الملك فتاه اليسع فقال قل له ان الياس يقول لك انك اخترت عبادة البعل على عبادة الله واتبعت هوى امرأتك فاستعد للعذاب والبلاء فانطلق اليسع فبلغ رسالته للملك فعصمه الله تعالى من شر الملك وأمسك الله عنهم القطر حتى هلكت الماشية والدواب وجهد الناس جهدا شديدا وخرج الياس إلى ذروة جبل فكان الله يأتيه برزقه وفجر له عينا معينا لشرابه وطهوره حتى أصاب الناس الجهد فأرسل الملك إلى السبعين فقال لهم سلوا البعل أن يفرج ما بنا فاخرجوا أصنامهم فقربوا لها الذبائح وعطفوا عليها وجعلوا يدعون حتى طال ذلك بهم فقال لهم الملك ان اله الياس كان أسرع إجابة من هؤلاء فبعثوا في طلب الياس فأتى فقال أتحبون ان يفرج عنكم قالوا نعم قال فاخرجوا أوثانكم فدعا الياس عليه السلام ربه ان يفرج عنهم فارتفعت سحابة مثل الترس وهم ينظرون ثم أرسل الله عليهم المطر فأغاثهم فتابوا ورجعوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن ابن مسعود قال الياس هو إدريس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال كان يقال ان الياس هو إدريس عليه السلام * وأخرج ابن عساكر عن كعب رضي الله عنه قال أربعة أنبياء اليوم أحياء اثنان في الدنيا الياس والخضر واثنان في السماء عيسى وإدريس * وأخرج ابن عساكر عن ابن شوذب رضي الله عنه قال الخضر عليه السلام من وفد فارس

7 هكذا بالأصول ولعل فيه سقطا
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست