ان الله بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها الشيخ والشيخة إذا زينا فارجموهما البتة ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى ان يطول بالناس زمان فيقول قائل لا نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله * وأخرج أحمد والنسائي عن عبد الرحمن بن عوف ان عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول الا وان ناسا يقولون ما بال الرجم وفي كتاب الله الجلد وقد رجم النبي صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ولولا أن يقول قائلون ويتكلم متكلمون ان عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه لأثبتها كما نزلت * وأخرج النسائي وأبو يعلى عن كثير بن الصلت قال كنا عند مروان وفينا زيد بن ثابت فقال زيد ما تقرأ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة قال مروان الا كتبتها في المصحف قال ذكرنا ذلك وفينا عمر بن الخطاب فقال أشفيكم من ذلك قلنا فكيف قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنبئني آية الرجم قال لا أستطيع الآن * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال قال لي عمر بن الخطاب كم تعدون سورة الأحزاب قلت ثنتين أو ثلاثا وسبعين قال إن كانت لتقارب سورة البقرة وان كان فيها لآية الرجم * وأخرج ابن الضريس عن عكرمة قال كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول وكان فيها آية الرجم * وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب ان عمر قال إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم وأن يقول قائل لا نجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فلولا ان يقول الناس أحدث عمر في كتاب الله لكتبتها في المصحف لقد قرأناها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة قال سعيد فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن * وأخرج ابن الضريس عن أبي امامة بن سهل بن حنيف ان خالته أخبرته قالت لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة * وأخرج ابن الضريس عن عمر قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت آية الرجم اكتمها يا رسول الله قال لا أستطيع ذلك * وأخرج ابن الضريس عن زيد بن أسلم ان عمر بن الخطاب خطب الناس فقال لا تشكوا في الرجم فإنه حق قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أبو بكر ورجمت ولقد هممت ان أكتب في المصحف فسال أبي بن كعب عن آية الرجم فقال أبى ألست أتيتني وانا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري وقلت أتستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر * وأخرج البخاري في تاريخه عن حذيفة قال قرأت سورة الأحزاب على النبي صلى الله عليه وسلم فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها * وأخرج أبو عبيد في الفضائل وابن الأنباري وابن مردويه عن عائشة قالت كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها الا على ما هو الآن * قوله تعالى (يا أيها النبي اتق الله) الآية * أخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال إن أهل مكة منهم الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يرجع عن قوله على أن يعطوه شطر أموالهم وخوفه المنافقون واليهود بالمدينة ان لم يرجع قتلوه فأنزل الله يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ولا تطع الكافرين أبي بن خلف والمنافقين أبو عامر الراهب وعبد الله بن أبي ابن سلول والجد بن قيس * قوله تعالى (ما جعل الله لرجل من قلبين) الآية * أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال قام النبي صلى الله عليه وسلم يوما يصلى فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه ألا ترى ان له قلبين قلبا معكم وقلبا معهم فأنزل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق خصيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة قالوا كان رجل يدعى ذا القلبين فأنزل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال كان رجل من قريش يسمى من دهائه ذا القلبين فأنزل الله هذا في شأنه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى ذا القلبين كان يقول لي نفس تأمرني ونفس تنهاني فأنزل الله فيه ما تسمعون * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال إن رجلا من بنى فهر قال إن في جوفي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد فنزلت * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى انها نزلت في رجل من
(١٨٠)