الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٦٨
أنزل عليك وما أوتيتم من العلم الا قليلا فهذا مختلف فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم قليلا ولا كثيرا قال ونزل على النبي صلى الله عليه وسلم ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام وجميع خلق الله كتاب وهذا البحر يمد فيه سبعة أبحر مثله فمات هؤلاء الكتاب كلهم وكسرت هذه الأقلام كلها ويبست هذه البحور الثمانية وكلام الله كما هو لا ينقص ولكنكم أوتيتم التوراة فيها شئ من حكم الله وذلك في حكم الله قليل فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم فاتوه فقرأ عليهم هذه الآية قال فرجعوا مخصومين بشر * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول فقال رجل يا محمد تزعم انك أوتيت الحكمة وأوتيت القرآن وأوتينا التوراة فأنزل الله ولو أن ما في الأرض من جرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله وفيه يقول علم الله أكثر من ذلك وما أوتيتم من العلم فهو كثير لكم لقولكم قليل عندي * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال سال أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح فأنزل الله يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا فقالوا تزعم انا لم نؤت من العلم الا قليلا وقد أوتينا التوراة وهي الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا فنزلت ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وأبو نصر السجزي في الإبانة عن قتادة رضي الله عنه قال قال المشركون انما هذا كلام يوشك أن ينفد فنزلت ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام يقول لو كان شجر الأرض أقلاما ومع البحر سبعة أبحر مدادا لتكسرت الأقلام ونفد ماء البحور قبل ان تنفد عجائب ربى وحكمته وعلمه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال قال حيى بن اخطب يا محمد تزعم انك أوتيت الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وتزعم انا لم نؤت من العلم الا قليلا فكيف يجتمع هاتان فنزلت هذه الآية ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ونزلت التي في الكهف قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى الآية * وأخرج عبد الرزاق وأبو نصر السجزي في الإبانة عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في قوله ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام يقول لو كان كل شجرة في الأرض أقلاما والبحار مداد النفد الماء وتكسرت الأقلام قبل ان تنفد كلمات ربى * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قرأ والبحر يمده رفع * قوله تعالى (ما خلقكم ولا بعثكم) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة قال يقول له كن فيكون القليل والكثير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضى الله تعالى عنه في قوله ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة يقول انما خلق الله الناس كلهم وبعثهم كخلق نفس واحدة وبعثها وفي قوله ألم تر أن الله يولج الليل في النهار قال نقصان الليل زيادة النهار ويولج النهار في الليل نقصان النهار زيادة في الليل كل يجرى إلى أجل مسمى لذلك كله وقت واحد معلوم لا يعدوه ولا يقصر دونه وفي قوله ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور قال إن أحب عباد الله إليه الصبار الشكور الذي إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صبر وفي قوله وإذا غشيهم موج كالظلل قال كالسحاب وفي قوله وما يجحد بآياتنا الا كل ختار كفور قال عذار بذمته كفور بربه * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فمنهم مقتصد فان في القول وهو كافر وما يجحد بآياتنا الا كل ختار قال غدار كفور قال كافر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ختار قال جحاد * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله كل ختار كفور قال الجبار الغدار الظلوم الغشوم الكفور الذي يغطى النعمة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول لقد علمت واستيقنت ذات نفسها * بان لا تخاف الدهر صرمي ولا خترى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله كل ختار قال الذي يغدر بعهده كفور قال بربه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا يغرنكم بالله الغرور قال هو الشيطان * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ولا يغرنكم بالله الغرور قال الشيطان * وأخرج
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست