الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٥٤
والآصال قال ظل المؤمن يسجد طوعا وهو طائع لله وظل الكافر يسجد كرها وهو كاره * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها قال أما المؤمن فيسجد طائعا وأما الكافر فيسجد كارها يسجد ظله * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال الطائع المؤمن والكاره ظل الكافر * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال يسجد من في السماوات طوعا ومن في الأرض طوعا وكرها * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال من دخل طائعا هذا طوعا وكرها من لم يدخل الا بالسيف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن منذر قال كان ربيع بن خثيم إذا سجد في سجدة الرعد قال بل طوعا يا ربنا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وظلالهم بالغدو والآصال يعنى حين يفئ ظل أحدهم عن يمينه أو شماله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وظلالهم بالغدو والآصال قال ذكر لنا أن ظلال الأشياء كلها تسجد لله وقرأ سجدا لله وهم داخرون قال تلك الضلال تسجد لله * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وظلالهم بالغدو والآصال قال ظل الكافر يصلى وهو لا يصلى * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال إذا طلعت الشمس يسجد ظل كل شئ نحو المغرب فإذا أزالت الشمس سجد ظل كل شئ نحو المشرق حتى تغيب * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه انه سئل عن قوله وظلالهم قال ألا ترى إلى الكافر فان ظلاله جسده كله أعضاؤه لله مطيعة غير قلبه * قوله تعالى (قل من رب السماوات والأرض قل الله) * أخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله انا نكون عندك على حال فإذا فارقناك كنا على غيره فنخاف ان يكون ذلك النفاق قال كيف أنتم وربكم قالوا الله ربنا في السر والعلانية قال كيف أنتم ونبيكم قالوا أنت نبينا في السر والعلانية قال ليس ذاكم بالنفاق * قوله تعالى (قل هل يستوي الأعمى والبصير) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله هل يستوي الأعمى والبصير قال المؤمن والكافر * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوى الظلمات والنور قال أما الأعمى والبصير فالكافر والمؤمن وأما الظلمات والنور فالهدى والضلال * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قال خلقوا كخلقه فحملهم ذلك على أن شكوا في الأوثان * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه قال ضربت مثلا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله تعالى أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه قال فأخبرني ليث بن أبي سليم عن ابن محمد عن حذيفة بن اليمان عن أبي بكر اما حضر ذلك حذيفة من النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر واما حدثه إياه أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل قال أبو بكر يا رسول الله وهل الشرك الا ما عبد من دون الله أو ما دعى مع الله قال ثكلتك أمك الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا أخبرك بقول يذهب صغاره وكباره أو قال لصغيره وكبيره قال بلى قال تقول كل يوم ثلاث مرات اللهم إني أعوذ بك ان أشرك بك وانا أعلم واستغفرك لما لا أعلم والشرك ان تقول أعطاني الله وفلان والند ان يقول الانسان لولا فلان قتلني فلان * وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل فقال أبو بكر رضي الله عنه وهل الشرك الا من جعل مع الله إلها آخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا أدلك على شئ إذا قلته ذهب قليله وكثيره قل اللهم إني أعوذ بك ان أشرك بك وأنا أعلم واستغفرك لما لا أعلم * قوله تعالى (أنزل من السماء ماء) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أنزل من السماء ماء الآية قال هذا مثل ضربه الله تعالى احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها فاما الشك فيما ينفع معه العمل وأما اليقين فينفع الله به أهله وهو قوله فاما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض وهو اليقين كما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه به ويترك
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست