الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٤١
يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله قال ابن أبي مليكة فذهب ابن عباس رضي الله عنهما إلى انهم يئسوا وضعفوا فظنوا أنهم قد أخلفوا قال ابن أبي مليكة وأخبرني عروة عن عائشة انها خالفت ذلك وأبتا وقالت ما وعد الله ورسوله من شئ الا علم أنه سيكون قبل ان يموت ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا ان من معهم من المؤمنين قد كذبوهن وكانت تقرؤها وظنوا انهم قد كذبوا مثقلة للتكذيب * وأخرج ابن مردويه من طريق عروة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وظنوا انهم قد كذبوا بالتشديد * وأخرج ابن مردويه من طريق عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وظنوا انهم قد كذبوا مخففة * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا مخففة قال يئس الرسل من قومهم ان يستجيبوا لهم وظن قومهم ان الرسل قد كذبوهم فيما جاؤوهم به جاءهم نصرنا قال جاء الرسل نصرنا * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ عن تميم بن حرام قالت قرأت على ابن مسعود رضي الله عنه القرآن فلم يأخذ على الا حرفين كل أتوه داخرين فقال أتوه مخففة وقرأت عليه وظنوا أنهم قد كذبوا فقال كذبوا مخففة قال استيأس الرسل من ايمان قومهم ان يؤمنوا لهم وظن قومهم حين أبطأ الامر أنهم قد كذبوا * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة يوسف وظنوا انهم قد كذبوا خفيفة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ربيعة بن كلثوم قال حدثني أبى ان مسلم بن يسار رضي الله عنه سال سعيد ابن جبير رضي الله عنه فقال يا أبا عبد الله آية قد بلغت منى كل مبلغ حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا فهذا الموت ان نظن الرسل انهم قد كذبوا أو نظن أنهم قد كذبوا مخففة فقال سعيد بن جبير رضي الله عنه حتى إذا استيأس الرسل من قومهم ان يستجيبوا لهم وظن قومهم ان الرسل كذبتهم جاءهم نصرنا فقام مسلم إلى سعيد فاعتنقه وقال فرج الله عنك كما فرجت عنى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم عن أبي حمزة الجزري قال صنعت طعاما فدعوت ناسا من أصحابنا منهم سعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم فسال فتى من قريش سعيد بن جبير رضي الله عنه فقال يا أبا عبد الله كيف تقرأ هذا الحرف فإني إذا أتيت عليه تمنيت انى لا أقرأ هذه السورة حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا قال نعم حتى إذا استيأس الرسل من قومهم ان يصدقوهم وظن المرسل إليهم ان الرسل قد كذبوا فقال الضحاك رضي الله عنه لو رحلت في هذه إلى اليمن لكان قليلا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه انه قرأها كذبوا بفتح الكاف والتخفيف قال استيأس الرسل ان يعذب قومهم وظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاءهم نصرنا قال جاء الرسل نصرنا قال مجاهد قال في المؤمن فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم قال قولهم نحن أعلم منهم ولن نعذب وقوله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن قال حاق بهم ما جاءت به رسلهم من الحق * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما فننجي من نشاء قال فننجي الرسل ومن نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين وذلك أن الله تعالى بعث الرسل يدعون قومهم فاخبروهم أنه من أطاع الله نجا ومن عصاه عذب وغوى * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما جاءهم نصرنا قال العذاب * وأخرج أبو الشيخ عن نصر بن عاصم رضي الله عنه انه قرأ فنجا من نشاء * وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر رضي الله عنه انه قرأ فننجي من نشاء * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه ولا يرد بأسنا قال عذابه * قوله تعالى (لقد كان في قصصهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لقد كان في قصصهم عبرة قال يوسف وإخوته * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لقد كان في قصصهم عبرة قال معرفة لأولي الألباب قال لذوي العقول * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ما كان حديثا يفترى والفرية الكذب ولكن تصديق الذي بين يديه قال القرآن يصدق الكتب التي كانت قبله من كتب الله التي أنزلها قبله على أنبيائه فالتوراة والإنجيل والزبور يصدق ذلك كله ويشهد عليه ان جميعه حق من عند الله وتفصيل كل شئ فصل الله به بين حرامه وحلاله
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست